وفي «نعم» أربع
لغات : المشهورة ، فتح النون والعين ، والثانية : كسر العين ، وهي كنانية ،
والثالثة كسر النون والعين ، والرابعة : نحم ، بفتح النون وقلب العين المفتوحة حاء
، كما قلبت الحاء عينا في «حتى» ،
وتقع «نعم» في
جواب الأمر ، نحو : نعم لمن قال : زرني ، أي : أزورك ، وتقول نعم لمن قال : لا
تضربني ، أي : لا أضربك ، ولو قلت نعم ، في جواب التحضيض نحو : هلّا تزورني ، كان
المعنى : الإيجاب ، أي نعم ، أزورك ، وكذا في جواب العرض نحو : ألا تزورنا ؛
قوله : «وبلى
مختصّة بإيجاب النفي» ، يعني أن «بلى» تنقض النفي المتقدم ، سواء كان ذلك النفي
مجرّدا ، نحو : بلى في جواب من قال : ما قام زيد ، أي : بلى ، قد قام ، أو كان
مقرونا باستفهام ، فهي إذن ، لنقض النفي الذي بعد ذلك الاستفهام كقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى)[١] أي بلى أنت ربنا ؛
وزعم بعضهم أن «بلى»
تستعمل بعد الإيجاب مستدلّا بقوله :
أي : ليبعدن ،
بالنون الخفيفة ؛ واستعمال «بلى» في البيت لتصديق الإيجاب : شاذ ؛
وزعم الفرّاء
أن أصلها «بل» زيدت عليها الألف للوقف ، فلذا كانت للرجوع عن النفي ، كما كانت «بل»
للرجوع عن الجحد في : ما قام زيد ، بل عمرو ؛ والأولى كونها حرفا برأسها ؛
[٢] قوله : ليبعدا
بلام التأكيد ، وآخره نون خفيفة مبدلة ألفا ، قال البغدادي انه لم ير هذا البيت (يعني
بصورته هذه) إلا في شرح الرضي هذا ثم قال : وجاء عجزه في شعر الطهوي وهو :