وجوّز بعضهم
إيقاع نعم موقع بلى ، إذا جاءت بعد همزة داخلة على نفي لفائدة التقرير ، أي الحمل
على الإقرار والطلب له ، فيجوز أن يقال في جواب : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)[١] و : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ)[٢] : نعم ؛ [٣] لأن الهمزة للإنكار دخلت على النفي فأفادت الإيجاب ،
ولهذا عطف على : (أَلَمْ نَشْرَحْ) قوله : (وَوَضَعْنا عَنْكَ
وِزْرَكَ)[٤] ، فكأنه قال : شرحنا لك صدرك (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ ،) فتكون «نعم» في الحقيقة ، تصديقا للخبر المثبت المؤوّل
به الاستفهام مع النفي ؛ لا تقريرا لما بعد همزة الاستفهام ، فلا يكون جوابا
للاستفهام لأن جواب الاستفهام يكون بما بعد أداته ؛ بل هو كما لو قيل قام زيد
بالإخبار ، فتقول : نعم ، مصدقا للخبر المثبت ، فالذي قاله ابن عباس رضي الله
عنهما ، مبني على كون «نعم» تقريرا لما بعد الهمزة ، والذي جوّزه هذا القائل ،
مبني على كونه تقريرا لمدلول الهمزة مع حرف النفي ، فلا يتناقض القولان ؛
والدليل على
جواز استعمال ما قال هذا القائل ، قول الشاعر :
أي : أنّ الليل
يجمع أمّ عمرو وإيّانا ، نعم [٦] ، وقد اشتهر في العرف ما قال هذا لقائل ، فلو قيل لك : أليس
لي عليك دينار ، فقلت : نعم ، لزمت بالدينار بناء على العرف الطارئ على الوضع ؛