«ولا ، وبل ،
ولكن ، لأحدهما معيّنا ، ولكن لازمة للنفي» ؛
[قال
الرضي :]
اعلم أن «لا»
لنفي الحكم عن مفرد ، بعد إيجابه للمتبوع ، فلا تجيء إلّا بعد خبر موجب ، أو أمر ،
ولا تجيء بعد الاستفهام والتمني والعرض والتحضيض ونحو ذلك ، ولا بعد النهي ؛ تقول
: ضربت زيدا لا عمرا ، واضرب زيدا لا عمرا ؛ ولا تعطف بها الاسمية ، ولا الماضي
على الماضي فلا يقال : قام زيد لا قعد ، لأنه جملة ، ولفظة «لا» موضوعة لعطف
المفردات ، وقد تعطف مضارعا على مضارع ، وهو قليل ، نحو : أقوم ، لا أقعد ،
والمجوّز : مضارعته للاسم ، فكأنك قلت : أنا قائم لا قاعد ؛
ولا يجوز
تكريرها ، كسائر حروف العطف ، لا تقول : قام زيد لا عمرو ، لا بكر ، كما تقول :
قام زيد وعمرو وبكر ، ولو قصدت ذلك : أدخلت الواو في المكرر ، فقلت : ولا بكر ولا
خالد ، فتخرج «لا» عن العطف ، وتتمحّض لتأكيد النفي ، لدخول العاطف عليها ؛ وهذه
الزائدة لا تدخل على العلم ؛ تقول أنت غير قائم ولا قاعد ، وغير القائم ولا القاعد
؛ ولا تقول : أنت غير زيد ولا عمرو ، بل تقول : غير زيد وعمرو ، وقد مرّ هذا في
قسم الأسماء [١] ،
ومنع الزجّاج
من مجيء «لا» العاطفة بعد الفعل الماضي ، وردّ عليه بقول امرئ القيس :
[١] عند الكلام على «غير»
في باب الاستثناء ، في الجزء الثاني ؛