بأو ، لا يمكن أن يكون بعد السؤال بأم ، لأنك في «أم» عالم بوجود أحدهما
عنده ، فكيف تسأل عما تعلم ؛
وتقول : أزيد
أفضل أم عمرو ، أي : أيّهما أفضل من الآخر ، ففيه ذكر المفضول معنى ، ولو قلت :
أزيد أفضل أو عمرو ، لم يجز ، الّا إذا كان المفضول معلوما للمخاطب ، إذ المعنى :
أأحدهما أفضل ، وذلك إنما يكون إذا قال لك ، مثلا ، شخص : عندي رجل أفضل من بكر ،
ثم حضر زيد وعمرو ، فتقول : أزيد ، أو عمرو أفضل ، أي : أأحدهما أفضل من بكر ؛
وحيث أشكل عليك
الأمر في «أو» و «أم» المتصلة ، فقدّر «أو» ، ب «أحدهما» و «أم» ب «أيّهما» ؛ تقول
: آلحسن أو الحسين أفضل ، أم ابن الحنفية [١] ، والمراد : أأحدهما أفضل من ابن الحنفية أم ابن
الحنفية أفضل من أحدهما ، والمعنى : أيهما أفضل من أحدهما وابن الحنفية ، والجواب
: أحدهما ؛
قوله : «ومن
ثمّ لم يجز : أرأيت زيدا أم عمرا» ، أي لأنه لم يلهما المستويان إذ أحدهما فعل
والآخر اسم ، وقد تقدّم أن سيبويه قال : إن مثل هذا جائز حسن إلّا أن نحو : أزيدا
رأيت أم عمرا ، أحسن وأولى ،
قوله : «ومن
ثمّ كان جوابها : التعيين» ، أي لكونها لطلب التعيين ؛
[١] هو أخو الحسن
والحسين ، وأمّه من بني حنيفة ؛ تزوجها سيدنا علي رضي الله عنه بعد موت السيدة
فاطمة الزهراء ، رضي الله عنهم جميعا ؛