روي : أو تناهى
، فالهمزة في «أطال» ليست استفهامية ، بل : أطال ، ماض من الإطالة ، وروي : أم
تناهى ، فالهمزة استفهامية ، وطال : ماض من الطول ؛
ولا تجئ
بالهمزة قبل «أو» ، فلا تقل : لا أبالي أقمت أو قعدت ، ولا : لأضربنه أقام أو قعد
، لأنك إنما جئت بالهمزة مع «أم» وإن لم يكن فيها معنى الاستفهام ، لما فيها من
معنى التسوية المطلوبة ههنا ؛ وليس في الهمزة مع «أو» معنى التسوية ؛
وقولك :
لأقتلنّه كائنا من كان ، ولأفعلنّه كائنا ما كان ، «كائنا» فيهما ، حال من المفعول
، و «من» و «ما» في محل النصب على أنهما خبران لكائنا ، وهما موصوفان ، والضمير
الراجع إليهما من الصفة محذوف أي : كانه ، وفي «كائنا» و «كان» ضمير راجع إلى ذي
الحال ، أي : كائنا أيّ شيء كانه ؛
قال المصنف :
كل موضع قدرت فيه الجملتان ، أي المعطوفة إحداهما على الأخرى : بالحال ، فأو ، نحو
: لأضربنّه قام أو قعد ، إذ المعنى : قائما كان أو قاعدا ، وإن قدّر الكلام
بالتسوية من غير استفهام ، فأم ، نحو : ما أبالي أقمت أم قعدت ؛ هذا كلامه ،
ولقائل أن
يطالبه باختصاص معنى الحالية بأو ؛ وقد ذكرنا أن كل موضع يجوز فيه «أو» يجوز فيه «أم»
وبالعكس ؛
واعلم أن الفرق
بين «أو» و «أم» المتصلة ، في الاستفهام : أن معنى قولك : أزيدا رأيت أو عمرا :
أأحدهما رأيت ، وجوابه : لا ، أو نعم ، ومعنى قولك : أزيدا رأيت أم عمرا : أيّهما
رأيت ، وجوابه بالتعيين ، كأن تقول : زيدا ، أو تقول : عمرا ، فالسؤال
[١] أحد أبيات أربعة
لزياد بن زيد العذري ، شاعر إسلامي ، قتله هدبة بن الخشرم وقتل به ، بسبب مهاجاة
جرت بينهما ، ومن أبيات زياد هذه قوله :
ويخبرني عن غائب المرء هدبه
كفى الهدى عمّا غيّب المرء مخبرا
والهدى : السيرة ؛ وقد بيّن الرضي معنى
البيت المستشهد به ؛