فكونها للعطف
ظاهر ، وإن كانت في أولهما ، كقوله : وقاتم الأعماق [٢] ... فإنه يقدّر معطوفا عليه ، كأنه قال : ربّ هول أقدمت
عليه ، وقاتم الأعماق ؛
وعند الكوفيين
والمبرد ، أنها كانت حرف عطف ، ثم صارت قائمة مقام «ربّ» ، جارة بنفسها ،
لصيرورتها بمعنى «ربّ» ، فلا يقدرون في نحو : وقاتم الأعماق ؛ معطوفا عليه ، لأن
ذلك تعسّف ، وكذا إذا كان في وسط الكلام نحو : وليلة نحس ، لا يقدرونه عاطفا على
الكلام ، بل هو عندهم بمعنى «ربّ» ، وجارّ مثله ؛
ولو كان للعطف
لجاز إظهار «ربّ» بعده ، كما جاز بعد الفاء وبل ، فهذه الواو عندهم ، كانت حرف عطف
قياسا على الفاء ، وبل ، ولكنها صارت بمعنى «ربّ» فجرّت كما تجرّ ؛ ومع ذلك لا
يجوز دخول حرف العطف في وسط الكلام نحو : ووليلة نحس ، ولا : فوليلة نحس ، اعتبارا
بأصلها ، بخلاف واو القسم ، فإنها لما لم تكن في الأصل واو العطف ، فلذا [٣] ، جاز دخول واو العطف والفاء وثم ، عليها نحو : ووالله
، و : فو الله ، و : ثم والله ؛
= لامته امرأة وعيرته
بكبره وعجزه عن الأسفار ؛
[١] من قصيدة الشنفري
المعروفة بلامية العرب ومنها عدد من الشواهد في هذا الشرح ؛ ومعنى يصطلي القوس أي
يستدفئ بها من شدة البرد ويضم إليها أقطعه أي سهامه التي يتخذها نبالا يرمي بها
وهذه مبالغة في وصف الليلة بشدة البرد ؛