وإن كانت اسمية ، أعرب الجزآن بما استحقه مضمونهما فنصب الجزآن [١] ، إن كان مفعولا ، نحو : علمت زيدا قائما ، وأعرب الجزء
الأول بإعراب الفاعل ، والجزء الثاني بإعراب المفعول إن كان المضمون فاعلا كما في
باب كان ، إذ لم يجز رفعهما كما جاز نصب المذكورتين بعد علمت ، إذ لا يرفع فعل
واحد اسمين بلا إتباع ، ولم يجز ، أيضا حكايتهما ، إذ الفعل لا بدّ له من مرفوع به
؛
وحكي الجزآن [٢] ، إن كان المضمون مضافا إليه ، إذ لم يمكن جرّ اسم واحد
إلّا اسما واحدا من دون إتباع ، ولو اقتصر على جرّ أولهما لم يكن لثانيهما إعراب
مناسب ، كما كان نصب الثاني مناسبا للرفع تشبيها بالمفعول ؛
وأمّا الجمل
التي هي خبر المبتدأ أو ما أصله المبتدأ ، كخبر كان ، وثاني مفعولي ظننت ، والحال
، والصفة ، فليست بتقدير المفرد ، ولا دليل في كونها ذات محل من الإعراب على كونها
بتقدير المفرد كما مرّ [٣] ؛
ولنرجع إلى
المقصود ، فنقول :
لما صار : نعم
الرجل بمعنى المفرد ، وجب حكايتها لكونها فعلية ، كما في : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ)[٤] ، لكن ليس كونها بمعنى المفرد ، كما في سائر الجمل
المذكورة ، أعني بتقدير مضمونها ، بل بتقدير مفرد هو الفاعل موصوفا بالفعل المتقدم
، كما ذكرنا ،
وكان الأصل
تنكير فاعل نعم وبئس ، لأنه من حيث المعنى خبر المبتدأ الذي هو المخصوص ، كما يجيء
، فكان القياس أن يقال : نعم رجل زيد ، ونعم رجلان الزيدان ، ونعم رجال الزيدون ،
إذ معنى نعم الرجل زيد : زيد رجل جيّد ؛ لكنهم التزموا أن يكون الفاعل معرفا
باللام تعريفا لفظيا ، كما في : اشتر اللحم ، أو ضميرا مفسّرا بما بعده ،