responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الرضيّ على الكافية نویسنده : الأسترآباذي، رضي الدين    جلد : 4  صفحه : 242

ودليل فعليتهما [١] أيضا ، ما حكاه الكسائي من نحو : نعما رجلين ، ونعموا رجالا والضمائر المرفوعة البارزة من خواص الأفعال ، وأيضا ، جواز استعمال جميع باب فعل مع فعليّته ، استعمال نعم وبئس ، يقوّي فعليتهما أيضا [٢] ،

ثم نقول : إنهما بعد ذلك ، وهو كونهما فعلين مستقلين بفاعليهما كلاما صارا مع فاعليهما بتقدير المفرد ، كصفة متقدمة على موصوفها ، كما في قوله :

والمؤمن العائذات الطير يمسحها

ركبان مكة بين الغيل فالسند [٣] ـ ٣٣٧

وجرد قطيفة ، فصار معنى نعم الرجل : رجل في غاية الجودة ، فكأنه كان أصل نعم الرجل : رجل نعم ، أي جيّد ؛ فصارا معا [٤] جزء جملة بعد ما كانا جملة مستقلة ؛ ولهذا نظائر ، نحو قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)[٥] ، وظننت زيدا قائما ، على ما مرّ في باب ظننت ، ونحو : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ)[٦] ، فإن الجمل في هذه الصّور ، منسلخة عن معنى الجمليّة بدليل كون مضمون الأولى مبتدأ ، على ما قيل [٧] ، وكون مضمون الثانية مفعولا ، ومضمون الثالثة فاعلا [٨] ، ومضمون الرابعة مضافا إليه ؛

ومبنى كلامهم أن الجمل إذا كانت بمعنى المفرد ، فإن كانت علما فهي محكية مطلقا ، وإن لم تكن ، فإن كانت فعلية تركت على حالها ، كما مرّ في باب علمت ، قال تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ)[٩] ، أي : بدا لهم سجنهم إياه ؛


[١] رجوع إلى الحديث عن نعم وبئس بعد هذا الاستطراد ؛

[٢] لا حاجة لذكر كلمة أيضا فقد بدأ بها الحديث ؛

[٣] من معلقة النابغة الذبياني وتقدم ذكره في باب النعت في الجزء الثاني ؛

[٤] يعني نعم والمرفوع بعدها ؛ على الوجه الذي رآه الرضي ؛

[٥] الآية ٦ في سورة البقرة. ومثلها في سورة يس. الآية ١٠ وسواء عليهم ...

[٦] الآية ١٠٩ سورة المائدة ؛

[٧] ناقش الرضي إعراب النحاة لمثل هذا التركيب في باب حروف العطف ؛

[٨] ليس في النسخة المطبوعة ما يرجع إليه هذا. وفي بعض النسخ التمثيل بنحو : كان زيد منطلقا ؛ فيكون هو المقصود بأن مضمون الجزأين فاعل ؛

[٩] من الآية ٣٥ في سورة يوسف ؛

نام کتاب : شرح الرضيّ على الكافية نویسنده : الأسترآباذي، رضي الدين    جلد : 4  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست