نعم صاحب القوم [١] ، أو مضافا إلى المضاف إلى ذي اللام ، وهلمّ جرّا [٢] ، نحو : نعم وجه فرس غلام الرجل ؛
واعلم أن اللام
في نحو : نعم الرجل زيد ، ليست للاستغراق الجنسي ، كما ذهب إليه أبو علي وأتباعه ،
لما ذكرنا في باب المعرفة أن علامة المعرف باللام الجنسية : صحة اضافة «كلّ» إليه
، كما في قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ
لَفِي خُسْرٍ)[٣] ، ولا يصح أن يقال : نعم كل الرجل زيد ، وكيف يكون زيد
كل الرجال ،
فإن قلت : بل
هذا على سبيل المجاز والمبالغة ، كما تقول : أنت الرجل كل الرجل ؛
قلت : امتناع
التصريح في مثل هذا بنحو : نعم كل الرجل ، يدل على أنه لم يقصد به ذلك المعنى ،
وكل قائل [٤] بنحو : نعم الرجل ، يجد من نفسه أنه لا يقصد ذلك المعنى
، وأيضا ، فإنه لا يقصد معنى المبالغة المذكورة إلا مع التصريح بلفظ «كل» ، فلا
يقال : أنت الرجل بمعنى أنت كل الرجل ، بل معنى أنت الرجل ، إذا قصدت المدح : أنّ
من سواك كأنه بالنسبة إليك ليس برجل ؛
وليست اللام في
نعم الرجل للإشارة إلى ما في الذهن ، كما قال المصنف ، لما بيّنا في باب المعرفة [٥] ؛
ودليل فعليتهما
: لحاق التاء التي لا تقلب هاء في الوقف بهما ، وهي إنما تلحق الفعل ، وأربعة أحرف
[٦] ، احداها : لات ، مع أن بعض الكوفيين يقول هي التاء التي تزاد في