responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الرضيّ على الكافية نویسنده : الأسترآباذي، رضي الدين    جلد : 4  صفحه : 238

في بيان أن «كم» الخبرية متضمنة للإنشاء ، وذلك أنك إذا قلت : نعم الرجل زيد ، فإنما تنشئ المدح وتحدثه بهذا اللفظ ، وليس المدح موجودا في الخارج في أحد الأزمنة مقصودا مطابقة هذا الكلام إيّاه ، حتى يكون خبرا ؛ بلى ، تقصد بهذا الكلام مدحه على جودته الموجودة خارجا ؛ ولو كان إخبارا صرفا عن جودته خارجا لدخله التصديق والتكذيب ، فقول الأعرابي لمن بشّره بمولودة وقال ، نعم المولودة : والله ما هي بنعم الولد [١] .. ، ليس تكذيبا له في المدح إذ لا يمكن تكذيبه فيه ، بل هو إخبار بأن الجودة التي حكمت بحصولها في الخارج ليست بحاصلة ، فهو إنشاء جزؤه الخبر ، وكذا الإنشاء التعجبي ، والإنشاء الذي في «كم» الخبرية ، وفي : ربّ ؛

هذا غاية ما يمكن ذكره في تمشية [٢] ما قالوا ، من كون هذه الأشياء للإنشاء ؛ ومع هذا كله فلي فيه نظر ، إذ يطرد ذلك في جميع الأخبار لأنك إذا قلت : زيد أفضل من عمرو ، ولا ريب في كونه خبرا ؛ لم يمكن أن تكذّب في التفضيل ويقال لك : إنك لم تفضّل ، بل التكذيب إنما يتعلّق بأفضليّة زيد ؛ وكذا إذا قلت : زيد قائم وهو خبر بلا شك ، لا يدخله التصديق والتكذيب من حيث الاخبار ، إذ لا يقال أنك أخبرت أو لم تخبر ، لأنك أوجدت بهذا اللفظ : الإخبار ، بل يدخلانه من حيث القيام فيقال : إن القيام حاصل أو ليس بحاصل ، فكذا قوله : ليس بنعم المولودة [٣] ، بيان أن النعميّة [٤] ، أي الجودة المحكوم بثبوتها خارجا ، ليست بثابتة ، وكذا في التعجب ، وفي كم ، وربّ ؛

قوله : «فمنها نعم وبئس» اعلم أن نعم وبئس ، في الأصل ، فعلان على وزن فعل بكسر العين ، وقد اطّرد في لغة تميم ، كما يجيء في التصريف [٥] ، في «فعل» إذا كان فاؤه مفتوحا وعينه حلقيا : أربع لغات ، سواء كان اسما ، كرجل لعث ، أو فعلا ، كشهد ؛


[١] بقيته : نصرها بكاء ، وبرّها سرقة ، وسيأتي ؛

[٢] أي جعله مستقيما غير قابل للنقد ؛

[٣] هذا حكاية للعبارة السابقة بمعناها ؛

[٤] نسبة إلى كلمة نعم وهي مصدر صناعي ؛

[٥] في شرحه على الشافية لابن الحاجب أيضا ؛

نام کتاب : شرح الرضيّ على الكافية نویسنده : الأسترآباذي، رضي الدين    جلد : 4  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست