قوله : «كان ،
وصار ، إلى آخرها» ، لم يذكر سيبويه منها سوى «كان» ، و «صار» و «ما دام» و «ليس»
؛ ثم قال [١] : وما كان نحوهنّ من الفعل مما لا يستغني عن الخبر ؛
والظاهر أنها غير محصورة ؛ وقد يجوز تضمين كثير من التامة معنى الناقصة ، كما تقول
: تتمّ التسعة بهذا عشرة ، أي تصير عشرة تامّة ، وكمل زيد عالما ، أي صار عالما
كاملا ، قال تعالى : (فَتَمَثَّلَ لَها
بَشَراً سَوِيًّا)[٢] ، أي صار مثل بشر ، ونحو ذلك ؛
وقد زيد على
عدد الأفعال التي ذكرها المصنف ، ونقص منه ، فالذي زيد من مرادفات «صار» : آل ،
ورجع ، وحال ، وارتدّ ؛ كانت كلها في الأصل بمعنى «رجع» تامّا ، وكذا : استحال
وتحوّل ، فإنهما كانا في الأصل بمعنى : انتقل ؛ وكذا كان أصل «صار» ؛ فكان حقّ
جميعها أن تستعمل تامة فتتعدّى إلى ما هو مصدر لخبرها بإلى ، إن عدّيت ، نحو : صار
إلى الغنى ، ثم ضمّنت كلها معنى : كان بعد أن لم يكن ، لأن الشخص إذا رجع إلى
الفعل وانتقل إليه ، فذلك الفعل يصير كائنا بعد أن لم يكن ، ففاعلها في الحقيقة ،
بعد صيرورتها ناقصة : مصدر خبرها مضافا إلى اسمها ، إذ معنى جميعها ناقصة : كان
بعد أن لم يكن ، وذلك المصدر هو الكائن بعد أن لم يكن ، وفاعلها حين كانت تامة هو
المرتفع بها لأنه الراجع والمنتقل ؛
ويجوز استعمال «صار»
ومرادفاتها تامة على الأصل ، قال :