أي : مكان
القوم منتقل ؛ وقال تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ
لَنْ يَحُورَ)[١] ، ولا بدّ في التامة أن يليها لفظة على ، وإلى ، ظاهرين
أو مقدّرين ، لأن الرجوع والانتقال من الأمور النسبيّة ، لا يفهم من دون المنتقل
عنه ، والمنتقل إليه ؛
وليس إلحاق مثل
هذه الأفعال ، بصار ، قياسا ، بل سماع ، ألا ترى أن نحو ؛ انتقل ، لا يلحق به ، مع
أنه بمعنى «تحوّل» ؛
وكذا ، زيد على
[٢] «ما زال» ، من
مرادفاتها : ما فتئ ، وما أفتأ ، وما انفكّ ، وما وني ، وما رام ، من رام يريم [٣] ، أي : برح ؛
وأصل ما زال ،
وما برح ، وما فتىء وما فتأ [٤] ، وما انفك : أن تكون تامة بمعنى : ما انفصل ، فتتعدّى
بمن إلى ما هو الآن مصدر خبرها ، فيقال في موضع ما زال زيد عالما : ما زال زيد من
العلم ، أي : ما انفصل منه ، لكنها جعلت بمعنى : كان دائما ، فنصبت الخبر نصب «كان»
، وإنما جعلت بمعناه ، لأنه إذا لم ينفصل شخص عن فعل ، كان فاعلا له دائما ؛
وكذا أصل «برح»
و «دام» ، أن يكونا تامّين ، بمعنى : زال عن مكانه ، فيتعدّيان بأنفسهما ، وبمن ،
نحو : برحت بابك ومن بابك ، ورمت بابك ومن بابك ؛ وأصل «وني» : قصّر ، فكان الأصل
أن يتعدّى بفي نحو : ما وني زيد في القيام ، فجعل الثلاثة بمعنى : كان دائما ،
لأنه إذا كان لا ينفصل عن الفعل ، ولا يقصّر فيه ، يكون فاعلا له دائما ؛
[٢] تقدم أنه يريد
الزيادة على ما ذكره ابن الحاجب في المتن ، وكثير مما ذكره مزيدا على ما زال :
مكرر مع ما جاء في المتن. اللهم إلّا إذا كان هذا من اختلاف النسخ ؛
[٣] وأما ان كان من
رام يروم فهو متعد بنفسه بمعنى قصد ؛
[٤] لم يذكر ما فتأ
الثلاثي بين ما ذكره فيما زيد على ما زال. وذكره هنا في بيان أصلها.