«وإذا كان
الجزاء ماضيا بغير قد لفظا أو تقديرا ، لم تجز الفاء» «وإذا كان مضارعا مثبتا أو
منفيا بلا فالوجهان ، وإلا ،» «فالفاء» ؛
[قال
الرضي :]
اعلم أن أداة
الشرط ، سواء كانت «إن» أو ما تضمّن معناها ، أو «لو» ، لا يكون شرطها إلا فعلا
غير مصدّر بشيء من الحروف ، لشدة طلبها للأفعال ، بلى ، يجيء مضارعا مصدّرا من
جملتها [١] بلا ولم ، أمّا «لا» فلأنها لكثرة استعمالها ، يتخطاها
العامل ، نحو : جئت بلا مال ، وأمّا «لم» فلأنها لتغييرها معنى المضارع إلى الماضي
، صارت كجزئه ، مع قلة حروفها ، أمّا «لمّا» أختها فكثيرة الحروف ؛ ولا يصدّر
الماضي شرطا ، بلا ، فلا يجوز ؛ إن لا ضرب ولا شتم ، لقلة دخولها في الماضي ،
فعلى هذا ، لا
تقول : إن ستفعل ، وإن لن تفعل ، وإن ما تفعل [٢] ، وإن قد فعلت وإن قد تفعل ، وإن ما فعلت ،
ولا يكون الشرط
جملة طلبية ولا إنشائية ، لأنّ وضع أداة الشرط على أن تجعل الخبر الذي يليها مفروض
الصدق ، إمّا في الماضي ، نحو : لو جئتني أكرمتك ، أو في المستقبل نحو : إن زرتني
أكرمتك ، وأمّا الجزاء فليس شيئا مفروضا ، بل هو مترتب على أمر مفروض ،