ولا يصح اعتراض
الجنزي عليه بأن معنى الاستقبال الذي في «إن» يناقض معنى الحال الذي في الواو ،
لأن حالية الحال باعتبار عامله ، مستقبلا كان العامل أو ماضيا ، نحو : اضربه غدا
مجرّدا ، وضربته أمس مجردا ؛ واستقباليّة «إن» باعتبار زمان التكلم ، فلا تناقض
بينهما ؛
واعلم أنه إذا
تقدم على الشرط ما هو جواب في المعنى ، فالشرط لا يكون ، إذن ، إلا ماضيا لفظا أو
معنى ، نحو : أضربك إن ضربتني ، وأضربك إن لم تعطني ، وإنما جاز [٢] ذلك حتى لا تعمل الأداة في الشرط لفظا ، كما لا تعمل
فيما هو كالجزاء عند البصريّة ، أو ما هو جزاء عند الكوفيّة ؛
وقد يجيء في
الشعر مضارعا ، نحو : آتيك إن أتيتني ، أنشد سيبويه :
[١] استطراد أيضا من
الرضي لاستكمال أحكام الشرط والجزاء ؛
[٢]قوله : وإنما جاز
ذلك. ليس المراد ب الجواز المقابل للوجوب ، وإنما يريد : إنما كان هذا الشرط. أو : وإنما اشترط هذا الخ ؛
[٣] الضمير في انها
لقرية يصفها بوفرة خيرها ، وهو المراد من قوله مطبعة ، أي مختومة بالطابع لأن
الختم لا يكون إلا بعد أن يمتلئ المختوم ، والبيت من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي وهو
في سيبويه : ج ١ ص ٤٣٨ ؛