وقد تجيء بعد
تمام الكلام ، كقوله عليه الصلاة والسّلام : «أنا سيّد ولد آدم ، ولا فخر» ، فتقول
في الأوّل : زيد ، وإن كان غنيا : بخيل ، وفي الثاني : زيد بخيل وإن كان غنيا ؛
وجواب الشرط في مثله : مدلول الكلام ، أي : إن كان غنيا فهو بخيل. فكيف إذا افتقر
، والجملة كالعوض من الجواب المقدر ، كما تقرّر ، ولو أظهرته ، لم تذكر الجملة
المذكورة. ولا الواو الاعتراضية ، لأن جواب الشرط ليس جملة اعتراضية ؛
وقال الجنزيّ [٣] ؛ هي واو العطف ، والمعطوف عليه محذوف ، وهو ضد الشرط
المذكور الذي قلنا إنه هو الأولى بالجزاء المذكور ، فالتقدير ، عنده ؛ زيد إن لم
يكن غنيا ، وإن كان غنيا ، فهو بخيل ؛ وقد تقدم في باب العطف جواز حذف المعطوف
عليه مع القرينة ؛ لكنه يلزمه أن يأتي بالفاء في الاختيار فتقول : زيد وإن كان
غنيا فبخيل ، لما تقدّم من أن الشرط لا يلغى بين المبتدأ والخبر اختيارا ؛
وأما على ما
اخترنا من كون الواو اعتراضية ، فيجوز ، لأن الاعتراضية تفصل بين أيّ جزأين من
الكلام كانا. بلا تفصيل ، إذا لم يكن أحدهما حرفا ؛
وعن الزمخشري
أن الواو في مثله للحال ، فيكون الذي هو كالعوض من الجزاء عاملا في الشرط نصبا على
أنه حال ، كما عمل جواب «متى» عند بعضهم في «متى» النصب على أنه ظرفه ، ومعنى
الحال والظرف متقاربان ،
[٢] من قصيدة لأبي
الطيب المتنبي في مدح كافور الأخشيدي ، والرضي يورد كثيرا من شعر المتنبي في هذا
الشرح وقلنا إنه إما للتمثيل أو ان الرضي ممن يرون صحة الاستشهاد بمثل شعر المتنبي
وأبي تمام ؛
[٣] هو أبو حفص ، عمر
بن عثمان بن شعيب لجنزي ، إمام في النحو والادب. من علماء القرن السادس الهجري.
ولم يذكر في هذا الشرح لا في هذا لموضع ،