responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الرضيّ على الكافية نویسنده : الأسترآباذي، رضي الدين    جلد : 4  صفحه : 101

فإن تقدم ما هو جواب معنى ، على الظروف الزمانية ، أو المكانية من كلمات الشرط ، كمتى ، وإذ ما ، وأيان ، وأين ، وحيثما ، وأنّى ؛ فلا شبهة في تضمنها للشرط ، إذ لا تصلح للاستفهام ، ولا واسطة بين الشرط والاستفهام ، في هذه الكلمات الصالحة لهما ؛

وأمّا ما يصلح من كلمات الشرط لكونها موصولة ، أيضا ، نحو : من ، وما ، وأيّ : فإن جاء بعدها ماض ، احتمل عند سيبويه [١] كونها موصولة ، وشرطية ، نحو : آتي من أتاني ، فإن كانت موصولة ، فمنصوبة بالفعل المتقدم ، وإن كانت شرطية فمبتدأ ، والخبر مختلف فيه ، كما ذكرنا في باب المبتدأ ، والتقدير : من أتاني آته ، ولا محل للفعل بعد هذه الكلمات ، إن قدّرناها موصولة ، وهو في محل الجزم إن كانت شرطية ؛

وابن السّراج [٢] قطع بكونها موصولة ، عملا بالظاهر ، لأن جعلها شرطية يحتاج إلى حذف الجزاء عند البصرية ، وجعل المتقدم كالعوض منه ،

وإن جاء بعدها مضارع نحو : آتي من يأتيني ، فالوجه كونها موصولة ، ويجوز جعلها شرطية على قبح فينجزم المضارع ، وذلك لما تقدم من أن الشرط يكون ماضيا في الاختيار ، إذا تقدم ما هو جوابه معنى ،

وإن جئت بالظروف قبل من ، وما ، وأيّ ، على تقدير إضافة الظروف إلى الجمل ، فالواجب ، كما ذكر سيبويه [٣] : جعلها موصولة ، سواء ولي الكلم المذكورة ماض نحو : أتذكر إذ من أتانا أكرمناه ، أو مضارع نحو : أتذكر حين ما تفعله أفعله ؛

وقد يجوز في ضرورة الشعر جعلها شرطية ، قال لبيد :

٦٨٢ ـ على حين من تلبث عليه ذنوبه

يجد فقدها إذ في المقام تدابر [٤]


[١] انظر سيبويه ج ١ ص ٤٣٨ ؛

[٢] تكرر ذكره في هذا الشرح ؛

[٣] في الموضع السابق ؛

[٤] من شواهد سيبويه ج ١ ص ٤٤١ وهو من أبيات قالها لبيد بن ربيعة ، وكان له جار قد لجأ إليه فأهانه عم لبيد فغضب لبيد وقال في ذلك شعرا. منه هذا البيت ، ومنها شاهد تقدم في الظروف المبنية وهو :

فأصبحت أنى تأتها تشتجر بها

كلا مركبيها تحت رجليك شاجر

نام کتاب : شرح الرضيّ على الكافية نویسنده : الأسترآباذي، رضي الدين    جلد : 4  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست