نحو : حيّهلا بعمر ، أي أسرع بذكره ، والباء للتعدية ، كذهب به ؛ أو بمعنى
أقبل فيتعدّى بعلى نحو : حيّهل على زيد ، أو بمعنى : ائت فيتعدّى بنفسه نحو :
حيّهل الثريد ؛ وفي المركب لغات : حيّهل ، بحذف ألف «هلا» للتركيب حتى يكون كخمسة
عشر ، وقد تشكن هاؤه لتوالي الفتحات نحو : حيّهل ، كما قيل في خمسة عشر ، وقد
يلحقهما التنوين مركبين ، فيقال : حيّهلا وحيّهلا ، بفتح الهاء وسكونها ؛ وإذا
وقفت على هذين المنونين قلبت تنوينهما ألفا ؛ وإثبات الألف فيهما في الوصل ، لغة
رديئة ؛ وقول لبيد :
وفي الكتاب
الشعري [٢] لأبي علي ، حيّهل بكسر اللام وتنوينه ، وعند أبي علي ،
حالهما مع التركيب في احتمال الضمير ، كحال نحو : حلو حامض ، يعني أن في كل منهما
ضميرا ، كما كان قبل التركيب ، وفي المجموع بعد التركيب ضمير ثالث ، هو فاعل
المجموع ، لكون المجموع بمعنى أسرع أو أقبل أو ائت ؛
وعند غيره أن
فيهما ضميرا واحدا ، وليس في كل واحد منهما ضمير لأنه انمحى عن كل منهما بالتركيب
حكم الاستقلال ؛ وأمّا قوله :
فضمة اللام :
حركة إعراب ، وهو مفرد بلا ضمير ، وذلك أن كل لفظ مبني غير
[١] هذا من قصيدة
لبيد المشار إليها قبل قليل ، يذكر رفيقه في السفر وقد أمره بالرحيل وحثه عليه ،
ورفيقه يشكّ في ذلك ويتباطأ ؛
[٢] هو كتاب لأبي علي
الفارسي تعرض فيه لحل مشكلات إعرابية في بعض الأبيات ، والرضى يسميه كتاب الشعر ،
والكتاب الشعري ،
[٣] رواه سيبويه
بالواو في أوله ج ٢ ص ٥٢ وقال أنشدناه هكذا (يعني برفع حيّهله) أعرابي من أفصح
الناس وزعم أنه شعر أبيه ؛ ولم يسم المنشد ولا أباه ؛ وجاء في الخزانة أنه من
شواهد سيبويه الخمسين التي لم يعرف لها قائل ؛