وقوله : تناديه
وحيّهله ، فأعرب ، وذلك لأنه صار اسما للكلمة ، كما يجيئ في باب العلم ؛ وقد يقال
: حيّهلك ؛
وممّا جاء
متعديا ولازما : هلمّ ، بمعنى أقبل ، فيتعدّى ب إلى ، قال تعالى : (هَلُمَّ إِلَيْنا)[٣] ، وبمعنى أحضره نحو قوله تعالى : (هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ)[٤] ، وهو ، عند الخليل : هاء التنبيه ، ركب معها «لمّ» أمر
من قولك : لمّ الله شعثه ، أي جمعه ، أي : اجمع نفسك إلينا ، في اللازم ، واجمع
غيرك في المتعدي ؛ ولمّا غيّر معناه بالتركيب ، لأنه صار بمعنى : أقبل ، أو : أحضر
، بعد ما كان بمعنى : اجمع ، صار كسائر أسماء الأفعال المنقولة عن أصولها ، فلم
يتصرّف فيه أهل الحجاز مع أن أصله التصرف ، ولم يقولوا : المم ، كما هو القياس
عندهم في نحو : اردد ، وامدد ، ولم يقولوا : هلمّ وهلمّ ، كما يجوز ذلك في نحو :
مدّ ؛ كل ذلك لثقل التركيب ، قال الله تعالى : (هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ) ولم يقل : هلموا ؛ وقال الكوفيون : أصله : هلا أمّ ،
وهلا : كلمة استعجال كما مرّ ، فغيّرت إلى «هل» لتخفيف التركيب ، ونقلت ضمة الهمزة
إلى اللام وحذفت ، كما هو القياس في نحو :
[١] نسبه سيبويه في ج
٢ ص ٥٢ للنابغة الجعدي وتبعه بعض العلماء وشراح شواهده ، وقال جماعة انه لمزاحم
العقيلي ، شاعر إسلامي ، وأوردوه في قطعة من الشعر تضمنت هذا البيت :
وقالوا نعرفها المنازل من منى
وما كلّ من وافى مني أنا عارف
وهو من الشواهد المعروفة في النحو ؛
[٢] من أبيات لأبي
زبيد الطائي وهو في سيبويه ج ٢ ص ٣٢ ،