يعني بشبه
الفعل : ما يعمل عمل الفعل ، وهو من تركيبه ، كاسم الفاعل واسم المفعول ، والصفة
المشبهة ، والمصدر ؛ ويعني بمعنى الفعل : ما يستنبط منه معنى الفعل ، كالظرف ،
والجارّ والمجرور ، وحرف التنبيه ، نحو : ها أنا زيد قائما ، عند من جوّز هاء
التنبيه من [١] دون اسم الإشارة ، كما يجيئ في حروف التنبيه ؛ واسم
الإشارة ، نحو : ذا زيد راكبا ، وحرف النداء ، نحو : يا ربّنا منعما.
وأمّا حرفا
التمني والترجّي ، نحو : ليتك قائما في الدار ، ولعلّك جالسا عندنا ، فالظاهر
أنهما ليسا بعاملين ، لأن التمني والترجي. ليسا بمقيّدين بالحالين ، بل العامل هو
الخبر المؤخر ، على ما هو مذهب الأخفش [٢] ، كما يجيئ ، لكون مضمونه هو المقيّد.
وحرف [٣] التشبيه ، نحو : كأنه خارجا ... البيت [٤] ، وزيد كعمرو راكبا ؛ وكذا
[١] أي عند من جوّز
استعمال حرف التنبيه بدون اسم الإشارة كالمثال الذي أورده ، والأكثر أن يقال : ها
أناذا ، وبعضهم يوجب ذلك ؛
[٢] الأخفش ، هكذا
بدون وصف آخر هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة ، وهو الأخفش الأوسط ، وغيره يذكر مع
وصفه ، وهو ممن تكرر ذكرهم في هذا الشرح ؛ والأعلام التي تتكرر في هذا الشرح نكتفي
بذكر شيء عن أصحابها عند ورودها لأول مرة في كل جزء ، وندع ما عدا ذلك للفهارس
العامة التي ستلحق بآخر الكتاب ، إن شاء الله تعالى ،
[٣] هذا معطوف على ما
تقدم من الأشياء التي تفيد معنى الفعل ، وكلامه عن التمني والترجي كان استطرادا ؛