واعلم أن تكرير
الحال بعد «إمّا» : واجب ، لوجوب تكرير «إمّا» ، نحو : اضرب زيدا إمّا قائما ، وإمّا قاعدا ؛ وكذا بعد «لا» ،
لأنها تكرر في الأغلب كما يجيئ في اسم «لا» التبرئة [١] ، نحو : جاءني زيد لا راكبا ولا ماشيا ، ويندر إفرادها
نحو : جاءني زيد لا راكبا.
قوله : «لفظا ،
أو معنى [٢]» ، حال من : الفاعل ، أو المفعول [٣] ، أي ملفوظا أو معنويا ، وقد ذكرنا الفاعل والمفعول
اللفظيّين ؛ أمّا المفعول المعنوي فنحو : «شيخا» في قوله تعالى : (وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا)[٤] ، فإن «بعلي» خبر المبتدأ ، وهو في المعنى مفعول لمدلول «هذا» ، أي أنبّه
على بعلي وأشير إليه شيخا.
إذ المعنى :
يشبه خارجا ، سفود شرب ، ولا تفسره بأشبهه خارجا ، لأن المشابهة هي المقيّدة بحال
الخروج ، لا التشبيه.
وقال المصنف في
مثال الحال عن الفاعل المعنوي : زيد في الدار قائما ؛ وفيه نظر ، لأن «قائما» حال
من الضمير في الظرف ، وهو فاعل لفظيّ ، لأن المستكنّ كالملفوظ به ، فهو كقولك :
زيد خرج راكبا ، ولا كلام في كون «راكبا» حال عن الفاعل اللفظي ، وليس يجوز كون
الحالين في المثالين عن «زيد» إلا عند من جوّز تخالف عاملي الحال وصاحبها.
[١] معنى تسمية «لا»
بلا التبرئة أنها برّأت اسمها عن الاتصاف بجنس الخبر ، وهو اصطلاح ،
[٢] هذا شرح لألفاظ
الكافية ، وهي طريقة الرضي في هذا الشرح ،