فالأول أن تقول
: [١] الحال على ضربين : منتقلة ومؤكدة ، ولكل منهما حدّ ، لاختلاف ماهيّتيهما ؛
فحدّ المنتقلة : جزء كلام يتقيّد بوقت حصول مضمونه ، تعلق الحدث الذي في ذلك
الكلام ، بالفاعل أو المفعول ، أو بما يجري مجراهما ؛ فبقولنا : جزء كلام ، تخرج
الجملة الثانية في نحو : ركب زيد وركب مع ركوبه غلامه ، إذا لم نجعلها حالا [٢] ؛ ويخرج بقولنا حصول مضمونه : المصدر في نحو : رجع
القهقرى. لأن الرجوع يتقيّد بنفسه ، لا بوقت حصول مضمونه ؛ ويخرج النعت بقولنا :
يتقيّد تعلق الحدث بالفاعل أو المفعول ، فإنه [٣] لا يتقيّد بوقت حصول مضمونه ذلك التعلق ؛ وقولنا : أو
بما يجري مجراهما يدخل حال الفاعل والمفعول المعنويّين نحو : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)[٤] ، و:
[٥] هذا أحد الأبيات
من قصيدة النابغة الذبياني التي أولها :
يا دار مية بالعلياء فالسند
أقوت وطال عليها سالف الأمد
والضمير في كأنه خارجا .. يعود إلى قرن
الثور الوحشيّ الذي تحدث عنه في بيت سابق ، والسّفود بتشديد الفاء : حديدة يشوى
عليها اللحم ، والشّرب اسم جمع لشارب ، والمفتاد بفتح التاء والهمزة اسم المكان
الذي يشوى فيه اللحم ؛