نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 3 صفحه : 609
حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح ويقول : ذق عقق ، فقال الحليس : يا بنى كنانة ، هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون لحما ؟ فقال : ويحك ! اكتمها عنى ، فإنها كانت زلة . ثم إن أبا سفيان بن حرب ، حين أراد الانصراف ، أشرف على الجبل ، ثم صرخ بأعلى صوته فقال : أنعمت فعال ، وإن الحرب سجال ، يوم بيوم بدر ، أعل هبل ، أي أظهر دينك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا عمر فأجبه ، فقل : الله أعلى وأجل ، لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلا كم في النار . فلما أجاب عمر أبا سفيان ، قال له أبو سفيان : هلم إلى يا عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : ائته فانظر ما شأنه ، فجاءه ، فقال له أبو سفيان : أنشدك الله يا عمر ، أقتلنا محمدا ؟ قال عمر : اللم لا ، وإنه ليسمع كلامك الآن ، قال : أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر ، لقول ابن قمئة لهم : إني قد قتلت محمدا . قال ابن هشام : واسم ابن قمئة [1] عبد الله . قال ابن إسحاق : ثم نادى أبو سفيان : إنه قد كان في قتلاكم مثل ، والله ما رضيت ، وما سخطت ، وما نهيت ، وما أمرت ولما انصرف أبو سفيان ومن معه ، نادى : إن موعدكم بدر للعام القابل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه : قل : نعم ، هو بيننا وبينكم موعد . ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، فقال : اخرج في آثار القوم ، فانظر ماذا يصنعون وما يريدون فإن كانوا قد جنبوا الخيل ، وامتطوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل ، فإنهم يريدون المدينة ، والذي نفسي بيده ، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ،