نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 445
يمسي حتّى يقتل ، وهو
يقول : إرجع فداك أبي وأمّي بأهل بيتك ولا يغرنّك أهل الكوفة ، فإنّهم أصحاب أبيك
الذي كان يتمنّى فراقهم بالموت أو القتل ، إنّ أهل الكوفة كذبوك وليس لكذوب رأي.
فقال ابن الأشعث : والله لأفعلنّ ، ولأعلمنّ ابن زياد أنّي قد آمنتك.
وأقبل ابن الأشعث بابن عقيل إلى باب
القصر ، ودخل على عبيدالله فاخبره خبره وما كان من أمانه ، فقال ابن زياد : ما أنت
والأمان؟ كأنّا أرسلناك لتؤمنه وإنّما أرسلناك لتأتينا به ، فسكت ابن الأشعث.
وخرج رسول ابن زياد فأمر بإدخال مسلم ، فلمّا
دخل لم يسلّم عليه بالإمرة ، فقال الحرسي : ألا تسلّم على الأمير؟ قال : إن كان
يريد قتلي فما سلامي عليه ، وإن كان لا يريد قتلي ليكثرنّ سلامي عليه ، فقال ابن
زياد : لعمري لتقتلنّ قتلة لم يقتلها أحدٌ من الناس في الإسلام ، فقال له مسلم : أنت
أحقّ من أحدث في الإسلام ، وأنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ، ولؤم
الغلبة.
وأخذ إبن زياد لعنة الله عليه يشتمه
ويشتم الحسين وعليّاً وعقيلَاَ ، وأخذ مسلم لا يكلّمه.
ثمّ قال ابن زياد : إصعدوا به فوق القصر
واضربوا عنقه ثمّ أتبعوه جسده ، فقال مسلم : لو كان بيني وبينك قرابة ما قتلتني ، فقال
ابن زياد : أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف ، فدعي بكر بن حمران الأحمري
فقال له : إصعد فكن أنت الذي تضرب عنقه.
فصعد وجعل مسلم يكبّر الله ويستغفره ، ويصلّي
على النبيّ وآله ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا وخذلونا ، وضربت عنقه
واُتبع جسده رأسه ، واُمر بهانئ بن عروة فاُخرج إلى السوق وضربت عنقه وهو يقول : إلى
الله المعاد ، اللهم إلى رحمتك ورضوانك.
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 445