نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 444
فأخذت عليه الأيمان أن لا يخبر أحداً ، فحلف
فاخبرته ، وكانت هذه المرأة اُمّ ولد للأشعث بن قيس ، فاضطجع ابنها وسكت.
وأصبح فغدا إلى عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره
بمكان مسلم بن عقيل
عند اُمّه ، فأقبل عبدالرحمن حتّى أتى أباه وهو عند ابن زياد فسارّه ، فعرف ابن
زياد سراره ، فقال : قم فأتني به الساعة.
فقام وبعث معه عبيدالله بن العبّاس
السلمي في سبعين رجلاً من قيس ، حتّى أتوا الدار التي فيها مسلم ، فلمّا سمع وقع
الحوافر وأصوات الرجال علم أنّه قد أُتي ، فخرج إليهم بسيفه واقتحموا عليه الدار ،
فشدّ عليهم يضربهم بسيفه حتّى أخرجهم من الدار ، واختلف هو وبكر بن حمران الأحمري
فضرب بكر فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع في السفلى ، وضربه مسلم على رأسه ضربة
منكرة وثنّى باُخرى على حبل العاتق ، وخرج عليهم مصلتاً بسيفه ، فقال له محمد بن
الأشعث : لك الأمان لا تقتل نفسك ، وهو يقاتلهم ويقول :
أقـسمـتُ لا أُقتلُ إلاّ حُرّا
ي رأيتُ الموتَ شيئاً نُكرا
كلّ امرئ يوماً ملاقٍ شـرّا
ـافُ أن اُكذبَ أو اُغَرّا
فقال له محمد بن الأشعث : إنّك لا تكذب
ولا تغرّ ، فلا تجزع ، إنّ القوم بنو عمّك وليسوا بقاتليك.
فقال مسلم : أمّا لو لم تؤمنوني ما وضعت
يدي في أيديكم ، فاُتي ببغلةٍ فركبها ، واجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه ، فكأنّه أيسَ
هناك من نفسه ، فدمعت عيناه وقال : هذا أوّل الغدر ، وأقبل على محمد بن الأشعث
وقال : إنّي أراك والله ستعجز عن أماني فهل عندك خيرٌ؟ تستطيع أن تبعث من عندك
رجلاً على لساني أن يبلّغ حسيناً ـ فإنّي لا أراه إلاّ خرج إليكم اليوم أو هو خارج
غداً ـ ويقول : إنّ ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أن
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 444