وبعث ابن زياد لعنه الله برأسيهما إلى
يزيد بن معاوية لعنه الله.
وكان خروج مسلم رحمة الله عليه بالكوفة
يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية ، وقتل يوم عرفة سنة ستّين.
وكان توجّه الحسين عليهالسلام من مكّة إلى العراق في يوم خروج مسلم
بالكوفة ، وكان قد اجتمع إليه عليهالسلام
مدّة مقامه بمكّة نفر من أهل الحجاز والبصرة ، ولمّا أراد الخروج إلى العراق طاف
بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحلّ من إحرامه وجعلها عمرة ، لأنّه لم يتمكّن من
تمام الحجّ مخافة أن يُقبض عليه بمكّة فيُنفذ إلى يزيد بن معاوية[٢].
فروي عن الفرزدق الشاعر أنّه قال : حججت
باُمّي سنة ستّين ، فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين بن عليّ عليهماالسلام خارجاً من الحرم معه أسيافه وتراسه
فقلت : لمن هذا القطار؟ فقيل. للحسين بن عليّ ، فأتيته فسلّمت عليه وقلت له : أعطاك
الله سؤلك وأملك فيما تحبّ يا ابن رسول الله بأبي أنت وأمّي ما أعجلك عن الحجّ؟
قال : «لو لم أعجل لأخذت » ثمّ قال لي :
«من أنت؟».
قلت : امرؤٌ من العرب ، فلا والله ما
فتّشني أكثر من ذلك ، ثمّ قال :