نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 443
قد أعطى الله عهداً
لئن تمّمتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيّتكم هذه أن يحرم ذرّيّتكم العطاء ، ويأخذ
البريء بالسقيم ، والشاهد بالغائب.
فلمّا سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرّقون
، وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها وزوجها وتقول : انصرف الناس يكفونك ، ويجيء
الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول له : غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشرّ؟!
فيذهب به فينصرف ، فما زالوا يتفرّقون حتّى أمسى ابن عقيل وصلّى المغرب وما معه من
أصحابه إلاّ ثلاثون نفساً.
فلمّا رأى ذلك خرج متوجّهاً نحو أبواب
كندة (فلمّا)[١]
بلغ الباب ومعه منهم عشرة ، فخرج من الباب فإذا ليس معه إنسان ، ولا يجد أحداً
يدلّه على الطريق ، فمضى على وجهه متلدّداً[٢]
في أزقّة الكوفة لا يدري أين يذهب ، فمشى حتى انتهى إلى باب امرأة يقال لها : طوعة
، وهي على باب دارها تنتظر ولداً لها ، فسلّم عليها وقال : يا أمة الله اسقيني
ماءً ، فسقته وجلس.
فقالت : يا عبدالله ، قم فاذهب إلى أهلك؟
فقال : يا أمة الله ما لي في هذا المصر منزل ، فهل لك فيّ أجر ومعروف ولعلّي
أكافِئُكِ بعد اليوم؟ فقالت : وما ذاك؟ قال : أنا مسلم بن عقيل ، كذّبني هؤلاء
القوم وغرّوني وأخرجوني ، قالت : أنت مسلم؟ قال : نعم ، قالت : ادخل.
فدخل بيتاً في دارها غير الذي تكون فيه ،
وفرشت له ، وعرضت عليه العشاء فلم يتعشّ.
فجاء ابنها ، فرآها تكثر الدخول إلى
البيت والخروج منه ، فسألها عن ذلك فقالت : يا بنيّ الْه عن هذا ، قال : والله
لتخبريني.