responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 20
ينبوعا " إلى قوله " أو تأتى بالله والملائكة قبيلا ". قال الله تعالى: (لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا) حيث سألوا الله الشطط، لان الملائكة لا ترى إلا عند الموت أو عند نزول العذاب، والله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار، فلا عين تراه.
وقال مقاتل: " عتوا " علوا في الأرض. والعتو: أشد الكفر وأفحش الظلم. وإذا لم يكتفوا بالمعجزات وهذا القرآن فكيف يكتفون بالملائكة؟ وهم لا يميزون بينهم وبين الشياطين، ولا بد لهم من معجزة يقيمها من يدعى أنه ملك، وليس للقوم طلب معجز بعد أن شاهدوا معجزة، وأن (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين) يريد أن الملائكة لا يراها أحد إلا عند الموت، فتبشر المؤمنين بالجنة، وتضرب المشركين والكفار بمقامع الحديد حتى تخرج أنفسهم. (ويقولون حجرا محجورا) يريد تقول الملائكة حراما محرما أن يدخل الجنة إلا من قال لا إله إلا الله، وأقام شرائعها، عن ابن عباس وغيره. وقيل:
إن ذلك يوم القيامة، قاله مجاهد وعطية العوفي. قال عطيه: إذا كان يوم القيامة تلقى المؤمن بالبشرى، فإذا رأى ذلك الكافر تمناه فلم يره من الملائكة. وانتصب " يوم يرون " بتقدير لا بشرى للمجرمين يوم يرون الملائكة. " يومئذ " تأكيد ل " يوم يرون ".
قال النحاس: لا يجور أن يكون " يوم يرون " منصوبا ب‌ " بشرى " لان ما في حيز النفي لا يعمل فيما قبله، ولكن فيه تقدير ان يكون المغنى يمنعون البشارة يوم يرون الملائكة، ودل على هذا الحذف ما بعده. ويجوز أن يكون التقدير: لا بشرى تكون يوم يرون الملائكة، و " يومئذ " مؤكد. ويجوز أن يكون المعنى: أذكر يوم يرون الملائكة، ثم ابتدأ فقال:
" لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا " أي وتقول الملائكة حراما محرما أن تكون لهم البشرى إلا للمؤمنين. قال الشاعر:
ألا أصبحت أسماء حجرا محرما * وأصبحت من أدنى حموتها حما [1] أراد ألا أصبحت أسماء حراما محرما.


[1] قاله رجل كانت له امرأة فطلقها وتزوجها أخوه، أي أصبحت أخا زوجها بعد ما كانت زوجها.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست