نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 13 صفحه : 19
المؤمنين: " أتصبرون " على ما ترون من هذه الحال الشديدة والفقر، فالتوقيف ب " - أتصبرون " خاص للمؤمنين المحققين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. كأنه جعل إمهال الكفار والتوسعة عليهم فتنة للمؤمنين، أي اختبارا لهم. ولما صبر المسلمون أنزل الله فيهم " إني جزيتهم اليوم بما صبروا ". التاسعة - قوله تعالى: " وكان ربك بصيرا " أي بكل امرئ. وبمن يصبر أو يجزع، ومن يؤمن ومن لا يؤمن، وبمن أدى ما عليه من الحق ومن لا يؤدى. وقيل: " أتصبرون " أي اصبروا. مثل " فهل أنتم منتهون " أي انتهوا، فهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم. بالصبر قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتوا كبيرا [21] يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا (2 2) قوله تعالى: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا) يريد لا يخافون البعث ولقاء الله، أي لا يؤمنون بذلك. قال: إذا لسعت النحل لم يرج لسعها * وخالفها في بيت نوب عوامل [1] وقيل: " لا يرجون " لا يبالون. قال: لعمرك ما أرجو إذا كنت مسلما * على أي جنب كان في الله مصرعي [2] ابن شجر: لا يأملون، قال: أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب (لولا أنزل) أي هلا أنزل. (علينا الملائكة) فيخبروا أن محمدا صادق. (أو نرى ربنا) عيانا فيخبرنا برسالته. نظيره قوله تعالى: " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض
[1] البيت لأبي ذؤيب وتقدم شرحه في ج 8 ص 311 طبعة أولى أو ثانية. [2] البيت من قصيدة لخبيب بن عدي قالها حين بلغه أن الكفار قد اجتمعوا لصلبه.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 13 صفحه : 19