responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 21
وقال آخر:
حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها * حجر حرام ألا تلك الدهاريس [1] وروى عن الحسن أنه قال: " ويقولون حجرا " وقف من قول المجرمين، فقال الله عز وجل:
" محجورا " عليهم أن يعاذوا أو يجاروا، فحجر الله ذلك عليهم يوم القيامة. والأول قول ابن عباس وبه قال الفراء، قاله ابن الأنباري. وقرأ الحسن وأبو رجاء " حجرا " بضم الحاء والناس على كسرها. وقيل: أن ذلك من قول الكفار قالوه لأنفسهم، قاله قتادة فيما ذكر الماوردي. وقيل: هو من قول الكفار للملائكة. وهي كلمة استعاذة وكانت معروفة في الجاهلية، فكان إذا لقي الرجل من يخافه قال: حجزا محجورا، أي حراما عليك التعرض لي.
وانتصابه على معنى: حجرت عليك، أو حجر الله عليك، كما تقول: سقيا ورعيا. أي إن المجرمين إذا رأوا الملائكة يلقونهم في النار قالوا: نعوذ بالله منكم، ذكره القشيري، وحكى معناه المهدى عن مجاهد. وقيل: " حجرا " من قول المجرمين. " محجورا " من قول الملائكة، أي قالوا للملائكة نعوذ بالله منكم أن تتعرضوا لنا. فنقول الملائكة: " محجورا " أن تعاذوا من شر هذا اليوم، قاله الحسن.
قوله تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [23] أصحب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا [24] قوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل) هذا تنبيه على عظم قدر يوم القيامة، أي قصدنا في ذلك إلى ما كان يعمله المجرمين من عمل بر عند أنفسهم. يقال: قدم فلان إلى أمر كذا أي قصده، وقال مجاهد: " قدمنا " أي عمدنا. وقال الراجز:
وقدم الخوارج الضلال * إلى عباد ربهم فقالوا * إن دمائكم لنا حلال


[1] البيت للمتلمس، والنخلة القصوى: واد. والدهاريس: الدواهي. يقول لناقته: هذا الذي حننت إليه
ممنوع. وبعده: أمي شآمية إذا لا عراق لنا * قوما نودهم إذ قومنا شوس


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست