نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : ابن إدريس الشافعي جلد : 2 صفحه : 200
فنقول : إن هذا
لا ضرورة له ؛ وذاك مما يتسامح فيه. على أن لنا فى زيادة ما زدنا ، وترك ما تركنا
ـ : من الأعذار البينة العديدة ، والأسناد القوية السديدة. ـ ما سندلى به ونشرحه :
عند الحاجة الملحة ، والضرورة الملجئة ؛ إن شاء الله.
ويكفى الآن ،
أن نقول ـ فى صراحة تامة ـ : إن هذا أول عمل ، من نوعه ، قمنا به ؛ فلم يسبق لنا
تصحيح كتاب غيره.
ولسنا (ولله
الحمد) من الجهل والغرور : بحيث نتوهم : أنه عمل كامل من كل ناحية ، أو خال عن
الأخطاء العلمية. فالكمال : لله وحده ، ومن طلبه : فقد طلب أمرا : بعيدا تناوله ؛
بل : مستحيلا تحققه.
ولكنا (ولله
الفضل) نقول ـ فى وثوق واطمئنان ـ : إنه ليس فى الإمكان ، أبدع مما كان ، وإن أحدا
ـ مهما قويت عقليته ، واتسعت ثقافته ـ لا يستطيع فى تلك المدة الوجيزة ، (دع :
الأحوال الدقيقة ، والأعمال الأخرى الكثيرة) : أن يتحقق خيرا منه فى جملته ؛ وأن
يقوم بأكثر مما قمنا به : من مراجعة نصه مراجعة دقيقة ، والبحث عن مكانه فى المظان
الضخمة المختلفة ، ثم بيان أوجه الاختلاف فيه ، وتصحيح أخطائه ، وتكميل الناقص منه
، ثم النظر فى أهم المراجع المعتمدة : التي انتفعت بعلم الشافعي وتأثرت به ، أو
اهتمت بالبحث عنه ، وتعرضت لنقده ، ثم الإحالة على المواضع : التي تعين على فهم
عباراته ، وإدراك إشاراته ؛ ثم إعداد صورة لطبعه ، والنظر فى تجاربه ، ثم عمل ملحق
بين بعض الأخطاء التي وقعت ، والتنبيهات التي فاتت.
وبالجملة : فهو
عمل لا يقدر خطورته ، ولا يدرك صعوبته ؛ إلا امرؤ : قدر له أن يزاول مثله ، ويقدم
ـ فى رغبة واخلاص ـ على تأديته.
وإنا نسأل الله
«الذي ألهم بإنشائه ، وأعان على إنهائه» : أن يكتب القبول له ، ويحقق النفع به.
إنه مجيب الدعاء ، ومحقق الرجاء؟
القاهرة ـ ميدان السيدة نفيسة رضى الله عنها
عبد
الغنى عبد الخالق
غرة ذى القعدة سنة ١٣٧١ ه
فى يوم
الأربعاء
٢٣ من يولية سنة ١٩٥٢ م
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : ابن إدريس الشافعي جلد : 2 صفحه : 200