أما قوله «
لا يقومون
الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس »
قال
ابن عباس : ان قيامهم على هذه الصفة يكون يوم القيامة إذا قاموا من قبورهم ،
ويكون ذلك أمارة على أنهم آكلة الربا.
وقوله «
يتخبطه
الشيطان من المس » مثل لا حقيقة عند الجبائي على وجه
النسبة بحال من تغلب عليه المرة السوداء ، فتضعف نفسه ، ونسب إلى الشيطان
مجازا لما كان عند وسوسته.
ثم قال «
ذلك بأنهم
قالوا انما البيع مثل الربا » معناه ذلك العقاب لهم
بسبب قولهم انما البيع الذي لا ربا فيه مثل البيع الذي فيه الربا.
قال ابن عباس :
كان الرجل منهم إذا حل دينه على غريمه يطالبه به ، قال
المطلوب منه له زدني في الاجل وأزيدك في المال ، فيتراضيان عليه ويعملان
به ، فإذا قيل لهم هذا ربا قالوا هما سواء ، يعنون به أن الزيادة في الثمن حال
البيع والزيادة فيه بسبب الاجل عند محل الدين سواء ، فذمهم الله وأوعدهم
وخطأهم.
وقال بعضهم :
انهم قالوا الزيادة على رأس المال بعد تصييره على جهة
الدين كالزيادة عليه في ابتداء البيع ، وذلك خطأ لان أحدهما محرم والاخر
مباح ، وهو أيضا منفصل منه في العقد ، لان الزيادة في أحدهما لتأخير الدين
وفي الاخر لأجل البيع.
والفرق بين
البيع والربا أن البيع ببدل ، لان الثمن فيه بدل المثمن ، والربا
ليس كذلك ، وانما هو زيادة من غير بدل للتأخير في الاجل أو زيادة في الجنس.
« وقد أحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة
من ربه فانتهى فله ما سلف »