قال الربيع
والسدي الآية تدل على أن النفقة بسبع مائة ضعف لقوله ( سبع
سنابل ) ، فأما غيرها فالحسنة بعشرة كقوله
تعالى ( من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها )[١]
ومعنى الآية : أي يضاعف الله لهم الحسنات.
فان قيل : هل
رؤي في سنبلة مائة حبة حتى يضرب المثل بها؟
قلنا : ان ذلك متصور ، فشبه به لذلك وان لم ير ، كقول امرئ القيس :
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وقال تعالى ( طلعها كأنه رؤوس الشياطين )[٢]. وقيل يرى ذلك في سنبل
الدخن ، وقد يكون ذلك عبارة عن حب كثير.
وهذه الآية
متصل بقوله ( من ذا الذي يقرض الله
قرضا حسنا )[٣] وهذا مجاز ،
لان حقيقته أن يستعمل في الحاجة ويستحيل ذلك. ومعناه التلطف في الاستدعاء
إلى أعمال البر.
وجهلت اليهود
لما نزلت هذه الآية ، فقالوا : الذي يستقرض منا فنحن أغنياء
وهو فقير إلينا ، فأنزل الله ( لقد سمع الله قول
الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )[٤].
( فصل
)
وقوله
تعالى ( ومنهم من يلمزك في
الصدقات )[٥] الآية. دلالة على أنهم لم ينظروا
إلى كيفية القسمة أهي عادلة أم جائرة ، وانما اعتبروا اعطاءه إياهم فقط ، فان
أعطاهم
قالوا عدل وأحسن وان لم يعطهم سخطوا وأنكروا. وهذا جهل ومعلوم أن من لم