نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 123
قوله اضمحل في الجو متلفقها و عفا في الأرض مخطهااضمحل ذهب و الميم زائدة و منه الضحل و هو الماء القليل و اضمحل السحاب تقشع و ذهب و في لغة الكلابيين امضحل الشيء بتقديم الميم و متلفقها مجتمعها أي ما اجتمع من الغيوم في الجو و التلفيق الجمع و عفا درس و مخطها أثرها كالخطة (1) - .
قوله و إنما كنت جارا جاوركم بدني أياما في هذا الكلام إشعار بما يذهب إليه أكثر العقلاء من أمر النفس و أن هوية الإنسان شيء غير هذا البدن (2) - .
و قوله ستعقبون مني أي إنما تجدون عقيب فقدي جثة يعني بدنا خلاء أي لا روح فيه بل قد أقفر من تلك المعاني التي كنتم تعرفونها و هي العقل و النطق و القوة و غير ذلك ثم وصف تلك الجثة فقال ساكنة بعد حراك بالفتح أي بعد حركة و صامتة بعد نطق و هذا الكلام أيضا يشعر [1] بما قلناه من أمر النفس بل يصرح بذلك أ لا تراه قال ستعقبون مني جثة أي تستبدلون بي جثة صفتها كذا و تلك الجثة جثته ع و محال أن يكون العوض و المعوض عنه واحدا فدل على أن هويته ع التي أعقبنا منها الجنة غير الجثة (3) - .
قوله ليعظكم هدوي أي سكوني و خفوت إطراقي مثله خفت خفوتا سكن و خفت خفاتا مات فجأة و إطراقه إرخاؤه عينيه ينظر إلى الأرض لضعفه عن رفع جفنه و سكون أطرافه يداه و رجلاه و رأسه ع (4) - .
قال فإنه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ و القول المسموع و صدق ع فإن خطبا أخرس ذلك اللسان و هد تلك القوى لخطب جليل و يجب أن يتعظ العقلاء به و ما عسى يبلغ قول الواعظين بالإضافة إلى من شاهد تلك الحال بل بالإضافة إلى من سمعها و أفكر فيها فضلا عن مشاهدتها عيانا و في هذا الكلام شبه من كلام الحكماء الذين تكلموا عند تابوت الإسكندر فقال أحدهم حركنا بسكونه