responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 9  صفحه : 124

و قال الآخر قد كان سيفك لا يجف و كانت مراقيك لا ترام و كانت نقماتك لا تؤمن و كانت عطاياك يفرح بها و كان ضياؤك لا ينكشف فأصبح ضوؤك قد خمد و أصبحت نقماتك لا تخشى و عطاياك لا ترجى و مراقيك لا تمنع و سيفك لا يقطع .

و قال الآخر انظروا إلى حلم المنام كيف انجلى و إلى ظل الغمام كيف انسلى و قال آخر ما كان أحوجه إلى هذا الحلم و إلى هذا الصبر و السكون أيام حياته و قال آخر القدرة العظيمة التي ملأت الدنيا العريضة الطويلة طويت في ذراعين .

و قال الآخر أصبح آسر الأسراء أسيرا و قاهر الملوك مقهورا كان بالأمس مالكا فصار اليوم هالكا (1) - .

ثم قال ع‌ ودعتكم وداع امرئ مرصد للتلاقي أرصدته لكذا أي أعددته له‌ 16- و في الحديث إلا أن أرصده لدين علي. و التلاقي هاهنا لقاء الله و يروى وداعيكم أي وداعي إياكم و الوداع مفتوح الواو (2) - .

ثم قال‌ غدا ترون أيامي و يكشف لكم عن سرائري و تعرفونني بعد خلو مكاني و قيام غيري مقامي هذا معنى قد تداوله الناس قديما و حديثا قال أبو تمام

راحت وفود الأرض عن قبره # فارغة الأيدي ملاء القلوب

قد علمت ما رزئت إنما # يعرف قدر الشمس بعد الغروب.

و قال أبو الطيب

و نذمهم و بهم عرفنا فضله # و بضدها تتبين الأشياء [1] .


[1] ديوانه 1: 21، و روايته: «و نذيمهم» .

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 9  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست