نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 122
لأنه لما قال ما لم تشردوا أنبأ عن تكليفهم كل ما وردت به السنة النبوية و أن يدوموا عليه و هذا في الظاهر تكليف أمور شاقة فاستدرك بكلام يدل على التخفيف فقال إن التكاليف على قدر المكلفين فالعلماء تكليفهم غير تكليف العامة و أرباب الجهل و المبادئ كالنساء و أهل البادية و طوائف من الناس الغالب عليهم البلادة و قلة الفهم كأقاصي الحبشة و الترك و نحوهم و هؤلاء عند المكلفين غير مكلفين إلا بحمل التوحيد و العدل بخلاف العلماء الذين تكليفهم الأمور المفصلة و حل المشكلات الغامضة و قد روي حمل على صيغة الماضي و مجهوده بالنصب و خفف على صيغة الماضي أيضا و يكون الفاعل هو الله تعالى المقدم ذكره و الرواية الأولى أكثر و أليق (1) - .
ـثم قال رب رحيم أي ربكم رب رحيم و دين قويم أي مستقيم و إمام عليم يعني 14رسول الله ص و من الناس من يجعل رب رحيم فاعل خفف على رواية من رواها فعلا ماضيا و ليس بمستحسن لأن عطف الدين عليه يقتضي أن يكون الدين أيضا مخففا و هذا لا يصح .
ثم دعا لنفسه و لهم بالغفران .
ثم قسم الأيام الماضية و الحاضرة و المستقبلة قسمة حسنة فقال أنا بالأمس صاحبكم و أنا اليوم عبرة لكم و غدا مفارقكم إنما كان عبرة لهم لأنهم يرونه بين أيديهم ملقى صريعا بعد أن صرع الأبطال و قتل الأقران فهو كما قال الشاعر
أكال أشلاء الفوارس بالقنا # أضحى بهن و شلوه مأكول.
و يقال دحضت قدم فلان أي زلت و زلقت .
ثم شبه وجوده في الدنيا بأفياء الأغصان و مهاب الرياح و ظلال الغمام لأن ذلك كله سريع الانقضاء لا ثبات له (2) - .
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 122