responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 379

المباركة دون غيرها و لا عجب فقد ورد في حق الشهداء نحو ذلك في قوله تعالى‌ وَ لاََ تَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ أَمْوََاتاً بَلْ أَحْيََاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [1] .

و على الوجه الأول لو أن محتفرا احتفر أجداثهم لوجد الأبدان فيها و إن لم يعلم أن أصول تلك البنى قد انتزعت منها و نقلت إلى الرفيق الأعلى و هذا الوجه لا يحتاج إلى تقدير ما قدرناه أولا من الحذف لأن الجسد يبلى في القبر إلا قدر ما انتزع منه و نقل إلى محل القدس و كذلك أيضا يصدق على الجسد أنه ميت و إن كان أصل بنيته لم يمت 16- و قد ورد في الخبر الصحيح أن أرواح الشهداء من المؤمنين في حواصل طيور خضر تدور في أفناء الجنان و تأكل من ثمارها و تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش . فإذا جاء هذا في الشهداء فما ظنك بموالي الشهداء و ساداتهم .

فإن قلت فهل يجوز أن يتأول كلامه فيقال لعله أراد بقاء الذكر و الصيت .

قلت إنه لبعيد لأن غيرهم يشركهم في ذلك و لأنه أخرج الكلام مخرج المستغرب المستعظم له .

فإن قلت فهل يمكن أن يقال إن الضمير يعود إلى 14النبي ص لأنه قد ذكره في قوله‌ 14خاتم النبيين فيكون التقدير أنه يموت من مات منا و 14النبي ص ليس بميت و يبلى من بلي منا و 14النبي ليس ببال .

قلت هذا أبعد من الأول لأنه لو أراد ذلك لقال إن 14رسول الله ص لا تبليه الأرض و أنه الآن حي و لم يأت بهذا الكلام الموهم و لأنه في سياق تعظيم العترة و تبجيل أمرها و فخره بنفسه و تمدحه بخصائصه و مزاياه فلا يجوز أن يدخل في غضون ذلك ما ليس منه .


[1] سورة آل عمران 169.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست