نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 337
فأما 1أمير المؤمنين علي ع فإذا نظرت إلى كتب الحديث والسيرلم تجد أحدا من خلق الله عدوا و لا صديقا روى عنه شيئا من هذا الفن لا قولا و لا فعلا و لم يكن جد أعظم من جده و لا وقار أتم من وقاره و ما هزل قط و لا لعب و لا فارق الحق و الناموس الديني سرا و لا جهرا و كيف يكون هازلا 1- و من كلامه المشهور عنه ما مزح امرؤ مزحة إلا و مج معها من عقله مجة . و لكنه خلق على سجية لطيفة و أخلاق سهلة و وجه طلق و قول حسن و بشر ظاهر و ذلك من فضائله ع و خصائصه التي منحه الله بشرفها و اختصه بمزيتها و إنما كانت غلظته و فظاظته فعلا لا قولا و ضربا بالسيف لا جبها بالقول و طعنا بالسنان لا عضها باللسان [1] كما قال الشاعر
و تسفه أيدينا و يحلم رأينا # و نشتم بالأفعال لا بالتكلم
نبذ و أقول في حسن الخلق و مدحه
فأما سوء الخلق فلم يكن من سجاياه 14- فقد قال 14النبي ص خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل و سوء الخلق. و قال الله تعالى 14لنبيه ص وَ إِنَّكَ لَعَلىََ خُلُقٍ عَظِيمٍ[2] و قال أيضا وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ اَلْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[3] . 1- و قيل 14لرسول الله ص ما الشؤم فقال سوء الخلق .17- و صحب جابر رجلا في طريق مكة فآذاه سوء خلقه فقال جابر إني لأرحمه نحن نفارقه و يبقى معه سوء خلقه .
[1] يقال: جبهت فلانا؛ إذا خاطبته بما يكره. و العضة: الرمى بالكذب و البهتان.