نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 184
النية رابط الجأش [1] و ايم الله ما أظن ذلك اليوم يبقي منهم و لا منا إلا الرذال [2] .
فقال عبد الله بن بديل أنا و الله أظن ذلك فبلغ كلامهما 1عليا ع فقال لهما ليكن هذا الكلام مخزونا في صدوركما لا تظهراه و لا يسمعه منكما سامع إن الله كتب القتل على قوم و الموت على آخرين و كل آتيه منيته كما كتب الله له فطوبى للمجاهدين في سبيله و المقتولين في طاعته . قال نصر فلما سمع هاشم بن عتبة ما قالاه أتى 1عليا ع فقال سر بنا يا 1أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم اَلْقََاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ الذين نبذوا كِتََابَ اَللََّهِ وَرََاءَ ظُهُورِهِمْ و عملوا في عباد الله بغير رضا الله فأحلوا حرامه و حرموا حلاله و استوى بهم [3] الشيطان و وعدهم الأباطيل و مناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى و قصد بهم قصد الردى و حبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة و انتجاز موعد ربنا و أنت يا 1أمير المؤمنين أقرب الناس من 14رسول الله ص رحما و أفضل الناس سابقة و قدما و هم يا 1أمير المؤمنين يعلمون منك مثل الذي نعلم و لكن كتب عليهم الشقاء و مالت بهم الأهواء و كانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع و الطاعة و قلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة و أنفسنا تنصرك على من خالفك و تولى الأمر دونك جذلة و الله ما أحب أن لي ما على الأرض مما أقلت و لا ما تحت السماء مما أظلت و أني واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك فقال ع اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك و المرافقة 14لنبيك [4] قال نصر ثم إن 1عليا ع صعد المنبر فخطب الناس و دعاهم إلى الجهاد فبدأ بحمد الله و الثناء عليه ثم قال
[1] الجأش: القلب؛ و فلان رابط الجأش؛ أى شجاع لا يضطرب قلبه خوفا.
[2] الرذال، و الرذيل: ما انتقى جيده و بقى أخسه و أدونه.