نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 185
إن الله قد أكرمكم بدينه و خلقكم لعبادته فانصبوا أنفسكم في أداء حقه و تنجزوا موعوده و اعلموا أن الله جعل أمراس الإسلام متينة و عراه وثيقة ثم جعل الطاعة حظ الأنفس و رضا الرب و غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة [1] و قد حملت أمر أسودها و أحمرها و لاََ قُوَّةَ إِلاََّ بِاللََّهِ و نحن سائرون إن شاء الله إلى مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ و تناول ما ليس له و ما لا يدركه معاوية و جنده الفئة الطاغية الباغية يقودهم إبليس و يبرق لهم ببارق تسويفه و يدليهم بغروره و أنتم أعلم الناس بالحلال و الحرام فاستغنوا بما علمتم و احذروا ما حذركم الله من الشيطان و ارغبوا فيما عنده من الأجر و الكرامة و اعلموا أن المسلوب من سلب دينه و أمانته و المغرور من آثر الضلالة على الهدى فلا أعرفن أحدا منكم تقاعس عني و قال في غيري كفاية فإن الذود إلى الذود إبل و من لا يذد عن حوضه يتهدم ثم إني آمركم بالشدة في الأمر و الجهاد في سبيل الله و ألا تغتابوا مسلما و انتظروا للنصر العاجل من الله إن شاء الله قال نصر ثم قام ابنه 2الحسن بن علي ع فقال الحمد لله لا إله غيره و لا شريك له ثم قال إن مما عظم الله عليكم من حقه و أسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره و لا يؤدى شكره و لا يبلغه قول و لا صفة و نحن إنما غضبنا لله و لكم إنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم و استحكمت عقدتهم فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية و جنوده و لا تخاذلوا فإن الخذلان يقطع نياط القلوب و إن الإفدام على الأسنة نخوة و عصمة لم يتمنع [2] قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة و كفاهم جوائح الذلة و هداهم إلى معالم الملة ثم أنشد