responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 11  صفحه : 73

غيبة العبد عن نفسه لاستيلاء ذكر الحق عليه فلا يشهد غير الله و لا يرجع إلا إليه و كما إن العاقل يرجع إلى قلبه و تفكره و تذكره فيما يسنح له من أمر أو يستقبله من حال فالعارف رجوعه إلى ربه لا إلى قلبه و كيف يدخل المعنى قلب من لا قلب له .

17- و سئل أبو يزيد البسطامي عن العرفان فقال‌ إِنَّ اَلْمُلُوكَ إِذََا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهََا وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهََا أَذِلَّةً [1] . و هذا معنى ما أشار إليه أبو حفص الحداد .

17- و قال أبو يزيد أيضا للخلق أحوال و لا حال للعارف لأنه محيت رسومه و فنى هو و صارت هويته هوية غيره و غيبت آثاره في آثار غيره . قلت و هذا هو القول بالاتحاد الذي يبحث فيه أهل النظر .

17- و قال الواسطي لا تصح المعرفة و في العبد استغناء بالله أو افتقار إليه. و فسر بعضهم هذا الكلام فقال إن الافتقار و الاستغناء من أمارات صحو العبد و بقاء رسومه على ما كانت عليه و العارف لا يصح ذلك عليه لأنه لاستهلاكه في وجوده أو لاستغراقه في شهوده إن لم يبلغ درجة الاستهلاك في الوجود مختطف عن إحساسه بالغنى و الفقر و غيرهما من الصفات و لهذا 17- قال الواسطي من عرف الله انقطع و خرس و انقمع . 14- قال ص لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. 17- و قال الحسين بن منصور الحلاج علامة العارف أن يكون فارغا من الدنيا و الآخرة . 17- و قال سهل بن عبد الله التستري غاية العرفان شيئان الدهش و الحيرة . 17- و قال ذو النون أعرف الناس بالله أشدهم تحيرا فيه . 17- و قيل لأبي يزيد بما ذا وصلت إلى المعرفة قال ببدن عار و بطن جائع .


[1] سورة النمل: 2.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 11  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست