و زعمت أنك مكب على عهد الله تجمع ما تفرق منه فمن العكوف على عهده النصيحة لعباده و الرأفة على خلقه و أن تبذل من نفسك ما يصلحون به و يجتمعون عليه و زعمت أن التظاهر عليك واقع أي تظاهر وقع عليك و أي حق استؤثر به دونك لقد علمت ما قالت الأنصار أمس سرا و جهرا و ما تقلبت عليه ظهرا و بطنا فهل ذكرتك أو أشارت بك أو طلبت رضاها من عندك و هؤلاء المهاجرون من الذي قال منهم إنك صاحب هذا الأمر أو أومأ إليك أو همهم بك في نفسه أ تظن أن الناس ضنوا من أجلك أو عادوا كفارا زهدا فيك أو باعوا الله تعالى بهواهم بغضا لك و [1] لقد جاءني قوم من الأنصار فقالوا إن 1عليا ينتظر الإمامة [1] و يزعم أنه أولى بها من أبي بكر فأنكرت عليهم و رددت القول في نحورهم حتى قالوا إنه ينتظر الوحي و يتوكف‌ [2] مناجاة الملك فقلت ذاك أمر طواه الله بعد 14محمد ع . و من أعجب شأنك قولك لو لا سابق قول لشفيت غيظي بخنصري و بنصري و هل ترك الدين لأحد أن يشفي غيظه بيده أو لسانه تلك جاهلية استأصل الله شأفتها و اقتلع جرثومتها و نور ليلها و غور سيلها و أبدل منها الروح و الريحان و الهدى و البرهان .

و زعمت أنك ملجم فلعمري إن من اتقى الله و آثر رضاه و طلب ما عنده أمسك لسانه و أطبق فاه و غلب عقله و دينه على هواه .

و أما قولك إني لأعرف منزع قوسي فإذا عرفت منزع قوسك عرفك غيرك مضرب سيفه و مطعن رمحه و أما ما تزعمه من الأمر الذي جعله 14رسول الله ص لك فتخلفت إعذارا إلى الله و إلى العارفة به من المسلمين فلو عرفه المسلمون

(1-1) صبح الأعشى: «لقد جاءنى عقيل بن زياد الخزرجي في نفر من أصحابه، و معهم شرحبيل بن يعقوب الخزرجي، و قالوا: إن عليا ينتظر الإمامة» .

[2] يتوكف: ينتظر.