responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 161

ذكر بعض أحوال العارفين‌

و اعلم أن الوجد أمر شريف قد اختلف الناس‌ [1] فيه فقالت الحكماء فيه أقوالا و قالت الصوفية فيه أقوالا أما الحكماء فقالوا الوجد [2] هو حالة تحدث للنفس عند انقطاع علائقها عن المحسوسات بغتة إذا كان قد ورد عليها وارد مشوق و قال بعضهم الوجد هو اتصال النفس بمبادئها المجردة عند سماع ما يقتضي ذلك الاتصال .

و أما الصوفية فقد قال بعضهم الوجد رفع الحجاب و مشاهدة المحبوب و حضور الفهم و ملاحظة الغيب و محادثة السر و هو فناؤك من حيث أنت أنت و قال بعضهم الوجد سر الله عند العارفين و مكاشفة من الحق توجب الفناء عن الحق .

و الأقوال فيه متقاربة في المعنى و إن اختلفت‌ [3] العبارة و قد مات كثير من الناس بالوجد عند سماع وعظ أو صفقة [4] مطرب و الأخبار في هذا الباب كثيرة جدا و قد رأينا نحن في زماننا من مات بذلك فجأة .

قوله كانت نفسه فيها أي مات (1) - و نفث الشيطان على لسانك أي تكلم بلسانك و أصله النفخ بالفم و هو أقل من التفل و إنما نهى 1أمير المؤمنين القائل فهلا أنت يا 1أمير المؤمنين لأنه اعترض في غير موضع الاعتراض و ذلك أنه لا يلزم من موت العامي عند وعظ العارف أن يموت العارف عند وعظ نفسه لأن انفعال العامي ذي الاستعداد التام للموت عند سماع المواعظ البالغة أتم من استعداد العارف عند سماع كلام


[1] د: «قدامى الناس» .

[2] ساقطة من ب.

[3] الأصول: اختل.

[4] صفقة مطرب، من صفقت العود؛ إذا حركت أوتاره فاصطفق (اللسان) .

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست