responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الوحيد الخراساني، الشيخ حسين    جلد : 1  صفحه : 455

سخط المخلوق الذي أسلم للّه تعالى طوعا و كرها.

قوله (عليه السلام): «إنّ الخالق لا يوصف إلّا بما وصف به نفسه»

إنّما يكون الوصف بعد الإدراك، و ما يدرك به الإنسان إمّا الحسّ، و إمّا الخيال، و إمّا الوهم، و إمّا العقل، و كلّ واحد منها عاجز عن إدراكه عزّ و جلّ لوجوه خاصّة بكلّ واحد منها، و وجوه عامّة لجميعها.

منها: أنّ الإدراك لا يتحقّق إلّا بإحاطة المدرك بما أدركه، و ما لا حدّ له لا يمكن الإحاطة به، فلا يمكن إدراكه، و كلّ مدرك و ما يدرك به مخلوق للّه سبحانه وَ اللّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ [1] بالإحاطة القيوميّة، وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ [2] و بالإحاطة العلمية أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [3]، و لو أدركته الحواس و الأوهام و العقول صار المحيط محاطا، و هو محال، سبحان من أظلم بظلمته كلّ نور [4].

قوله (عليه السلام): «نأى في قربه»

لأنه قدّوس عن الإدراك، و سبّوح عمّا تتّصف به الممكنات.

قوله (عليه السلام): «و قرب في نأيه»

لأنه قيّوم الأرضين و السماوات، و المادّيات، و المجرّدات، و لا أقرب من القيّوم إلى ما يقوم به.

فهو قريب من خلقه لأنه مشيّئ كلّ شيء و قيّومه، فهو أقرب إلى الشيء من نفسه، لأنّ شيئيّة الشيء و إنيّته و نفسيّته إنّما هي بمشيّته و قيّوميّته.

و نأى في قربه لبعده عن نيل الحس و الخيال و الوهم و العقل، و لقدسه عن


[1] سورة البروج: 20.

[2] سورة الحديد: 4.

[3] سورة الطلاق: 12.

[4] إشارة الى ما في نهج البلاغة الخطبة 182: فلا إله إلّا هو أضاء بنوره كل ظلام، و أظلم بظلمته كل نور.

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الوحيد الخراساني، الشيخ حسين    جلد : 1  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست