فَوْقَ عِبادِهِ[1] لا يخاف و لا يخشى إلّا اللّه فَلا تَخافُوهُمْ وَ خافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[2]إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ[3]، و «من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء». [4]
قوله (عليه السلام): «من أطاع اللّه يطاع»
فإنّ المطيع للّه بتبعيّة إرادته لأمر اللّه تكون إرادته التكوينيّة فانية في الإرادة التشريعية، فتصير نافذة فيما أراد، فإنّ جزاء من استجاب لدعوة اللّه إجابة دعوته، و من لم يردّ طلبة اللّه لا ترد طلبته، كما تدين تدان، هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان، و
في الحديث القدسي: يا ابن آدم، أنا حيّ لا أموت، أطعني فيما أمرتك حتى أجعلك حيّا لا تموت، يا ابن آدم، أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون
[5]. قوله (عليه السلام): «من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق، و من أسخط الخالق فقمن أن يسلّط اللّه عليه سخط المخلوق»
[6]. إنّ من عرف الخالق يعلم أنّ من وجده لا يفقد شيئا، و من فقده لا يجد شيئا، و من عرف المخلوق يعلم أنّ حدوثه و بقاءه و إيجاده و إعدامه بمشيئة الخالق، و لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، فإذا أرضى اللّه بتسليمه لأمر اللّه و رضاه بقضاء اللّه الملازم لرضا اللّه عنه، لا يبالي بسخط المخلوق، فمن رضي عنه المالك لا يبالي بسخط المملوك، كما أنّ من أسخط الخالق يحلّ به