و غيرها من النصوص التي مرت عليك و كان الإمام علي قد أنبأ بوقوع ذلك يوم الشورى حيث قال:
«أما إنّي أعلم أنّهم سيولّون عثمان، و ليحدثنّ البدع و الأحداث، و لئن بقي لأذكرنك، و إنّ قتل أو مات، ليتداولها بنو أميّة بينهم، و إن كنت حيا لتجدني حيث تكرهون».
هذا، و قد كان الناس يكررون الطلب من عليّ بن أبي طالب أن يكلم الخليفة في إحداثاته المتكررة، فدخل عليه و قال: إنّ الناس ورائي، و قد استسفروني بينك و بينهم، و و اللّٰه ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئا تجهله، و لا أدلّك على شيء تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، و لا خلونا بشيء فنبلّغكه، و قد رأيت كما رأينا و سمعت كما سمعنا، و صحبت رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) كما صحبنا، و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب أولى بعمل الحقّ منك، و أنت أقرب إلى رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) وشيجة رحم منهما .. إلى آخره.
فعلي بن أبي طالب حمل في الواقع مهمّة التصحيح على عاتقه فضلا عن إمامته و خلافته على المسلمين، و بما أنّ الوضوء كان من الأحكام التي منيت بالتحريف على عهد عثمان بن عفان كان لزاما عليه (عليه السلام) أن يقيم أودها و يجبر كسرها، و ذلك بتوضيحه وضوء من لم يحدث في الرحبة! كانت هذه مجموعة القرائن التي يترجح بها إرادة معنى الإحداث و الإبداع في الدين على إرادة الناقضية، و مما يزيد هذا الاستظهار قوة هو عدم وجود حكم خاصّ