responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 23

للآخرين بمخالفتها، و عثمان كان يعتقد بأنّه لا يقلّ عن الشيخين بشي‌ء، فما هو المبرر لتمسّكه بسيرتهما دون أن يجعل لنفسه سيرة و اجتهادات خاصة؟! لقد سار عثمان على سيرة الشيخين مدّة من الزمن، حتّى إذا أراد الاستقلال بالرؤية و جعل نفسه ثالثة الأثافي في إعلام مدرسة الاجتهاد، انتقضت عليه الأطراف و تعالت صرخات الاحتجاج، لأنّ اجتهاداته وسّعت الدائرة الأولى فأخرجت عثمان عن العهد الذي التزم به و قطعه على نفسه، كما أخرجت الاجتهاد عمّا أريد له من تأطير و حصر، و بذلك اكتملت حلقات الاجتهاد و الرأي عند الشيخين حتّى بلغت أوجها عند عثمان مما حد بالصحابة أن يتهموه بتحريف الدين و تقويضه، ثمّ تشبيههم إيّاه بنعثل اليهودي، و و و ..

و لذلك وجدنا كثرة الناقضين على عثمان آراءه، و معارضتهم لفقهه الجديد الذي أراد تطبيقه في كثير من المفردات الفقهية، و منها الوضوء كما رأيت و سترى.

عثمان و الوضوء

لقد اتضحت عواقب الاجتهاد بجلاء في زمن عثمان، حتّى أصبح المسلمون لا يطيقون تحمّلها، فثارت ثائرتهم عليه، و كان هذا التحوّل في مسار المشرّعات و حياة المسلمين هو الذي حدا بابن عباس أن يوقف الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عليه، حيث خلا عمر ذات يوم فجعل يحدّث نفسه، فأرسل إلى ابن عباس فقال:

كيف تختلف هذه الأمة و كتابها واحد و نبيها واحد و قبلتها واحدة؟

قال ابن عباس: يا أمير المؤمنين أنا أنزل علينا القرآن فقرأناه، و علمنا فيما نزل، و إنه يكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن لا يعرفون فيم نزل، فيكون لكل قوم رأي، فإذا كان لكلّ قوم رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا، فزبره عمر و انتهره، و انصرف ابن عباس، ثمّ دعاه بعد، فعرف الذي قال، ثم قال: إيها أعد [1].

و هكذا حدث بالفعل، فقد اختلف الصحابة فيما يعرفون و فيما لم يعرفوا،


[1] كنز العمال 2: 333/ الحديث 4167.

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست