responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 17

التاريخ و إخبارات القرآن عن سنن الأمم الماضية، راح الشارع المقدس يوازن بين الفئتين، و يبيّن الفرقة الحقّة، و المسار الصحيح، و أنّ التعبّد المحض هو سبيل النجاة، و هو مراد اللّٰه سبحانه و تعالى لا الاجتهاد و تفسير الأمور وفق الأذواق و العقائد الموروثة، فقال تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ [1]، فقد قرّر القرآن في هذه الآية الكريمة أنّ استئذان النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) يساوق الإيمان باللّه، و ذلك لما لهؤلاء المستأذنين من عقيدة راسخة و فهم صحيح لوجوب إطاعة النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) و الالتزام بما يقوله و يفعله، بخلاف الآخرين الذين لا يرون هذه الرؤية و يذهبون إلى خلافها، أو أنّهم يفسّرونها طبق آرائهم و اجتهاداتهم.

و مثل ذلك قوله تعالى وَ مٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لٰا مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَ مَنْ يَعْصِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلٰالًا مُبِيناً [2]، و غيرها من الآيات المباركة التي تتحدث بهذا الصدد.

المجتهدون في زمان النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله)

و قد كان للمجتهدين في زمن النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) أثر كبير، بحيث سوّغوا لأنفسهم العمل بأعمال نهى عنها النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) أو لم يأمر بها، و تعدّوا حدودهم فراحوا يعترضون على النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) اعتراض ندّ قرين، و يجتهدون أمام النص الصريح.

فمن ذلك ما فعله خالد بن الوليد من الوقيعة ببني جذيمة في السنة الثامنة للهجرة، حيث بعثه رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) داعيا للإسلام و لم يبعثه مقاتلا، فأمر خالد بني جذيمة بوضع السلاح، فلمّا وضعوه غدر بهم و عرضهم على السيف لثأر كان بينه و بينهم في الجاهلية، فلمّا انتهى الخبر إلى النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) رفع يديه إلى السماء ثمّ قال:

اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد، ثمّ أرسل عليا و معه مال فودى لهم الدماء‌


[1] النور: 62.

[2] الأحزاب: 36.

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست