responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 15

صوته، و و و ..

و قد وضّح القرآن و عالج الكثير من تلك الحالات غير المسئولة، فقال سبحانه:

يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لٰا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لٰا تَشْعُرُونَ [1]، و في هذه الآية تصريح بأنّ المخاطبين مؤمنون ينطقون الشهادتين، و أنهم لم يأتوا بالزنا أو القتل أو غيرهما، بل رفعوا أصواتهم على صوت النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) و كانوا ينادونه بما يكشف عن أنهم كانوا لا يلتزمون بما يقتضيه شأن النبوّة، و لا يعتبرون النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) إلّا شخصا عادّيا مثلهم، فلا حاجة إذن و لا ضرورة للتعبد بما يقوله النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) كنبي، و هذا هو الذي أوجب التهديد لهم بالإحباط لأعمالهم.

و مثل ذلك قوله سبحانه و تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مٰا لَكُمْ إِذٰا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ اثّٰاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ [2] و قوله إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ [3]، و قوله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمٰا نُهُوا عَنْهُ، وَ يَتَنٰاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوٰانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ [4].

بل نقل الطبرسي في قوله تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ أنّ ابن جنّي صرّح بأنّ معناه، لا تفعلوا ما تؤثرونه و تتركوا ما أمركم اللّٰه و رسوله به، و هذا معنى القراءة المشهورة، أي لا تقدّموا أمرا على ما أمركم اللّٰه به [5].

هذا، إلى غيرها من الآيات الكريمة التي لوّحت أو صرحت بما لا يقبل الشك بوجود هذه الفئة في المجتمع الإسلامي في صدر الرسالة الإسلامية، و إذا لوحظت تلك الآيات و أسباب النزول علم أنّ تلك الفئة غير قليلة و ذلك الاتجاه كان كبيرا كما‌


[1] الحجرات: 2.

[2] التوبة: 38.

[3] الأحزاب: 57.

[4] المجادلة: 8.

[5] مجمع البيان 5: 129.

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست