في اللغة و الاصطلاح على الحبوب أو البرّ
انّما هو الجواب عن صاحب المنار و زملائه ممّن أنكروا على الأصحاب في ذلك، و صاروا
بصدد الطعن و الوقيعة فيهم.
و امّا الشيعة فيكفيهم جملة واحدة و هي تفسير الطعام بالحبوب في لسان
الأئمة المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين و هم بما وهبهم اللّه تعالى من العلم
الغزير و الفهم البالغ و بما انّهم أهل بيت الوحي و التنزيل و مهابط نور اللّه و
عندهم ما نزلت به رسله و هبطت به ملائكته، و العلم بما أراد اللّه تعالى من الآيات
الكريمة، قالوا بأنّ المراد من الطعام في الآية الشريفة المبحوث عنها هو الحبوب
مثلا لا كلّ ما يساغ و يبتلع، و بها ينقطع الكلام و يثبت المقصود و المرام، فانّ
الشيعة تعتقد في الأئمة الطاهرين عليهم السلام العلم و العصمة و انّهم مستودع علوم
رسول اللّه الذي: لا ينطق عن الهوى، إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحى[1] فما قاله الامام هو الصحيح العاري عن كلّ ريب و شائبة، و هو الحق، و
عين الحق، و ليس في خلافه حقّ، و ان كان على خلاف الظواهر أو مخالفا لقول أهل
اللغة.
فهو نظير ما إذا علمنا عقلا انّ الظاهر ليس بمراد كما في قوله تعالى:
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى[2]
حيث انّ ظاهره ان اللّه تعالى متحيّز و له مكان و الحال انّا نعلم عقلا انّ اللّه
تعالى ليس جسما حتّى يستوى و يستقرّ على العرش، و العقل ينكر ذلك جدّا فلذا نقول
انّ المراد منه استواءه بقدرته، و استيلائه و سلطانه على عالم الوجود.
و على الجملة فلا بعد أصلا في ان يطلق اللّه تعالى لفظا عامّا و يقول
الامام عليه السلام الّذي هو المفسّر لكلام اللّه و ترجمان آياته و الشارح لمراده
انّه أريد منه كذا، كما فيما نحن فيه حيث انّ الروايات الصحيحة و اخبار العترة
الطاهرة