متجسّمون بالنّجاسة كما في كلّ مورد أريد
المبالغة من المصدر المحمول على الذّات نظير زيد عدل، فلو قدّر (ذو) في تركيب زيد
عدل مثلا، فهناك لا تأكيد و لا مبالغة أصلا و هو خلاف المقصود و نقض للغرض المسوق
له الكلام، و على الجملة فعلى تقدير كون النجس مصدرا فهو دالّ على المقصود جدّا
بلا حاجة الى تأويل أو تقدير شيء أصلا هذا.
مضافا الى إمكان كون النجس صفة مشبّهة [1] و على هذا فهي كسائر
الصفات تحمل على الذوات بلا حاجة الى تقدير أو اعمال نكتة، و لا مجال للإشكال
المذكور آنفا.
نعم يرد اشكال آخر و هو انّه كيف أخبر عن الجمع بالمفرد؟ فالموضوع اى
المشركون جمع، و المحمول اعنى لفظ نجس مفرد، و لا يصحّ حمل المفرد على الجمع.
و يدفع بإرادة الجنس من النجس و الجنس يساعد معنى الجمع فهو و ان كان
مفردا بحسب اللّفظ لكنّه جمع بحسب المعنى [2] و الإنصاف انّه لا حاجة أصلا إلى
التمسّك بتلك الوجوه فانّ المقام شبيه قولهم: الكلب نجس و الخنزير نجس، و هو من
أصرح التعبيرات عن النجاسة يعنى انّه من الأعيان النجسة و عليه فالمشركون ذوات
نجسة و أعيان كذلك.
و قد يقال: انّ حكم القرآن الشريف بنجاستهم و عدم جواز دخولهم
______________________________
[1]. أقول: فإنّ فعل على وزن حسن من أوزانها قال في القاموس: النجس
بالفتح و بالكسر و بالتحريك و ككتف و عضد ضدّ الطاهر. انتهى
[2]. قال علم التحقيق و التّقى الشيخ المرتضى في طهارته: النجس
بفتح الجيم امّا مصدر. و امّا صفة مرادفة للنجس بالكسر. و يكون افراد الخبر مع
كونه وصفا على تأويل انّهم نوع أو صنف نجس انتهى أقول: و يمكن ان يكون من قبيل
الوصف الذي يستوي فيه الافراد و الجمع و الذكورة و الأنوثة كما نقل ذلك في اللغة
أيضا فراجع و يستفاد من عبارة المجمع انّه يحمل عليه مع كونه وصفا باعتبار أصله
الذي هو المصدر.